ثمة وجوه لا تشاهدها إلا في الإنتخابات , وظيفتها خوض المنازلة فقط وعند إنتهاء الإنتخابات تختفي تماما ,كأن الترشح صار وظيفة لهم ...لو أن خالد الكلالدة أخذ من نظام التوجيهي قليلا من البنود التي تمنع الراسب لأكثر من مرتين بإعادة التقدم لكان الأمر أفضل .
والغريب أن أمر هذه الوجوه محسوم أمرها , فهي في كل الجولات ..تحصد في الغالب وعلى أكثر تقدير من (200 – 300) صوت , وحين تسألهم عن السبب غالبا ما يلقون باللوم , على مؤامرة تمت حياكتها في الخفاء , ويتحدث عن إتصالات جاءت من مراجع عليا ...وعن تحركات سرية وعن إستهداف مشبوه .
في بلادنا ...جزء من مشاكل الإنتخابات مرتبط بالسيكولوجيا , أكثر منه إرتباطا بالقانون ..كنا نحتاج في لحظة إلى معالجات سيكولوجية لبعض المترشحين أكثر من حاجتنا لإعادة توزيع المقاعد أو اعتماد القائمة النسبية ...أنا لا أعرف كيف لرجل لايفهم في السياسة , ولا في الإقتصاد ..وفي لحظة يعتقد أن (الفوتوشوب) والشعر المنسدل على الجبين قادر على حصد الأصوات ؟
والغريب أنه لا يوجد أحد يؤمن بالديمقراطية حقيقة , فبعد الهزيمة النكراء يقومون بتحميل الدولة مسؤولية ما حدث ...
في بلادنا ..وحتى ننظم العملية الديمقراطية , أنتجنا قانونا يركز على المناطق وعلى الية التصويت ونسينا القوانين التي تركز على ثقافة أو وزن المرشح , أو قوته ونسينا أن جزءا من الإنتخابات صار تندرا على البعض , أو ضحكا مبطنا حين تقول لهم :- (ان شاء الله بنشوفك بالمجلس) .
يبدو أن للديمقراطية في الأردن وظائف أخرى غير التشريع وحرية الرأي , وأهمها أنها أتاحت للبعض أن يكون لهم وظيفة في الحياة , يعرفهم الناس من خلالها ويمارسون التندر عليهم وهي (مرشح راسب) ...
أنا لا أنتظر النتائج كي أعرف الفائزين , ولكني أنتظرها كي أسمع من الراسبين حجم المؤامرة ...وطبيعتها وشكلها , ودور إسرائيل فيها .