أَدركتْ آلاء المساء فَلَم تعُدْ تستطيع أََن تسكت عن الكلام المباح ...
إلى عشاق الكراسي . مساءُ الخَير :
أَود أَن أُوضحَ أُموراً قَدْ أُختَلطَتْ عَليكم ،علَّ وعَسى عِشقَكم المُتَيمِ لِلكَراسي ينتهي .
الكُرسي لَيسَ مِصباحَ عَلاء الدين السحري بمجردِ مُلاَمَستِكَ لَهُ يَخرجُ المَارد خادماً مطواعاً بَينَ يَديكَ مُلَبياً طَلباتِكَ مُحَقِقَاً لِأَحلامِكَ ؛ وهو ليسَ بِبساط ِسَندباد يَنقُلكَ َمِنْ مَكانٍ إِلى آخر كَيفما تَشاءْ .
الكُرسي لَن يَأخذُكَ إِلى مَغارةِ عَلي بابا لِتَحملَ الكُنوز ، ولَنْ تَمُلكَ مالٍ كَمَالَ قارونَ.
وإِعلم أَنَ الكُرسِي لَنْ يَأتي لكَ بِشهرزاد كُلِ ليلةٍ لِتسردَ حِكايات ِأَلفَ لَيلة وليلة، وهو ليس بَمصحة نفسية لِمُجَردِ جُلوسِكَ عليهِ تَبدأَ بالإِنتقامِ وتُخرجُ عُقَدِكَ النفسيةِ المدفونة منذُ الطفولةِ ، نتيجة إِصابتكَ بحالة ٍمِن الهستريا .
و الكُرسِي لَيس مُلكيةً خاصه تُورثهُ للعائلة ، ولا تظن بِمُجردِ جُلوسكَ عليه أَنكَ قَدْ أَصبحتَ مِن العُظماء لَربما يُصيبكَ بجنونِ العظمةِ ولكنك بالتأكيد لن ولن تَكونَ يوماً مِن العظماء ...
وأَخيراً كُلَ الذي أودُ إيصالهُ لِتلكَ الزُمرةَ : أَنَ مَنْ يسعى إِلى الكُرسي شَخصٌ ذو خُطى مُترنّحةً غير متزنةً من السهل عليه الوقوع ، ضَعيفُ النَفسِ ؛ ﻷَن كُلَ مبادئه تسقط من أَجلِ الوصول إِلى مبتغاه وهو الكُرسي .
أَما الشَخص الذي يَأتي إليهِ الكرسي دُونَ سعي منه ، تَجدهُ يَجلس عليه بكلِ هدوءٍ وتواضعٍ ﻷَنهُ على عِلمُُ بثقلَ الأَمانةِ التي أوكِلَتْ اليه وبحجم المسؤولية المؤتمنِ عليها ، ولهُ شرفُ خدمةَ الوطنَ والشعبِ.
وهو بذلكَ يستحق هذا الكُرسي ؛ ولهذهِ الفئةَ الأخيرةَ مني و من كل مواطني بلدي الشرفاء كل الإحترام و التقدير .
إِنَ بلدي كبير و بكبر حجم بلدي يجب أن يكون خُدامه.
نَعمْ خُدّامه وليس هُدّامه، فبلدي لا يستحق أن يخدمه إلا فقط الكبار