الدكتور ناصر الدين : الانتخابات النيابية اختبار لمدى وعينا بالمخاطر وما يجب أن نفعله
27-08-2016 04:27 PM
عمون- اعتبر رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الاوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين أن الاستحقاق الدستوري –الانتخابات النيابية- بمثابة " اختبار لمدى وعينا(الاردنيين) بالمخاطر التي تحيط بنا ، وبالأفعال الواجبة علينا ، وبالمسؤوليات التي نحملها".
وشدد، خلال رعايته مهرجان افتتاح مقر مرشح قائمة التجديد الدكتور رائد قاقيش وهو عميد كلية العمارة والتصميم في الجامعة، على ضرورة " أن نتذكر أننا اجتزنا في مراحل حرجة من تاريخ بلدنا اختبارات أصعب ، وكان السر دائما في ذلك هو الايمان بالله ، والثقة المتبادلة بين القيادة والشعب ، وحبنا وانتماءنا لبلدنا الغالي".
وقال في المهرجان، الذي حضره أعضاء القائمة، وحشد كبير من عشائر عباد والسلط وقاقيش والصويص، إن "هناك مسألتين أعتقد بأهميتها في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة التي يمر بها بلدنا ، وتمر بها منطقتنا ( ...) المسألة الأولى تتلخص في أوضاع دول شقيقة من حولنا ، لا نعرف ما هو مصيرها ، وفي مقدمتها العراق وسوريا ، والقضية الفلسطينية ، ما يعني أننا لسنا معزولين عن وضع إقليمي معقد ، وقابل لما هو أسوأ ، ولا عن وضع عالمي أكثر تعقيدا ، خاصة إذا أشرنا إلى الأزمات المالية والاقتصادية التي تتزايد مخاطرها يوما بعد يوم".
واستدرك قائلا إن "أكثر ما يقلق ، هو أن البعض منا ، يتعامل مع قضايانا الداخلية وكأننا نعيش في جزيرة معزولة عن العالم ، ولذلك نرى الكثير من المبالغة في وصف مشاكلنا ، وأحيانا في تشويه واقعنا ، والجدل والخلاف حول مسائل لا تشكل القضية الجوهرية التي يجب أن نلتفت إليها ، وهي أمن واستقرار وازدهار الأردن ، ووحدة شعبه الوطنية ، فهذه ليست مجرد شعارات نرددها ، بل هي عملية متكاملة ترتبط بوجودنا، وبقدراتنا على الحفاظ على استقلالنا وكرامتنا الوطنية".
وقال إن تلك القدرات تحتاج إلى استراتيجيات وخطط مدروسة ، وإمكانات بشرية ومادية ، وفوق ذلك كله الانتماء الحقيقي ، والمواطنة الصالحة ، والاعتزاز بنظامنا البرلماني الملكي ، ورؤية جلالة قائدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله للتحديث والتطوير ، وبناء الأردن القوي القادر على مواجهة كل التحديات ، وتجاوز العقبات ، وتحقيق التنمية الشاملة".
وأما المسألة الثانية، التي استلهم الدكتور ناصر الدين موضوعها من عنوان قائمة "التجديد "، داعيا للتجديد بكل معانيه وأبعاده "فبيتنا الأردني يحتاج إلى نظرة جديدة لحاضره ومستقبله ، ولا يمكن إحداث ذلك التجديد إلا بعقول جديدة أيضا ، أي عقول متحررة من كل المحددات التي وضعتنا داخل مساحة نعرف أنها قد ضاقت علينا".
وأضاف أن :" العديد من مشاكلنا مرهون بمشاكل خارجة عن إرادتنا ، وأكثر ما يمكن أن نفعله بهذا الشأن ، هو التخفيف من آثارها السلبية علينا ، وهذا يتطلب جهدا كبيرا ومضنيا أيضا، لكن لا بد هنا من تجديد آلية العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وعدم استخدام مفهوم الرقابة إلى مجرد انتقادات ومهاترات لا قيمة لها ، وتصرفات تتيح لمن في قلوبهم مرض ، التربص بنا ، والحقد على استقرارنا ، والطمع في أن يحل بنا ما حل على غيرنا من مآس ، لا يعلم إلا الله متى وكيف تنتهي .
وفي هذا الصدد وجه الدكتور ناصر الدين كلامه لأعضاء قائمة "التجديد"، داعيا إياهم لإعادة الثقة بمجلس النواب باعتبارها من أولى الأولويات ، بالاعتماد على البرنامج الانتخابي الذي يعكس مقدار الفهم للتحديات، وللدور المنوط بأعضاء البرلمان( ...) فكلما كنا أقرب للموضوعية ، كلما كنا أقرب لتحقيق المقاصد ، وتعظيم الفوائد ، لصالح بلدنا وشعبنا النبيل".
ولعل مايميز قائمة التجديد أنها الوحيدة التي تضم مرشحين مسحيين، وتتنافس مع قوائم في محافظة البلقاء التي تضم دائرة انتخابية واحدة تشمل لواء القصبة ولواء ماحص والفحيص ولواء الشونة الجنوبية ولواء دير علا ولواء عين الباشا ويخصص لها 10 مقاعد منها مقعدان مسيحيان .
وساد المهرجان أجواء تكرس الوحدة الوطنية ورح التآخي بين أطياف وفئات الشعب الاردني، حيث حضره بالاضافة لأبناء عشائر محافظة البلقاء، جمع من رجالات الدين المسيحي والاسلامي.
ومن المقرر أن تجري انتخابات مجلس النواب الثامن عشر في 209، على نظام القائمة النسبية المفتوحة الجديد والذي حل محل نظام الصوت الواحد الذي تعرض لانتقادات كثيرة، حيث يتوقع أن يؤسس النظام الانتخابي الجديد لصياغة كتل برلمانية من النواب الفائزين تؤسس لحكومات برلمانية.