الأصلاح – التجديد – التغيير
د.فايز الربيع
26-08-2016 01:10 PM
من بين العبارات التي تتردد كعناوين للدعاية الأنتخابية مصطلح ( الاصلاح ) . وهذا المصطلح محبب للنفوس ؛ لأن رسالة الانبياء هي الاصلاح ( ان اريد الا الاصلاح ما استطعت ) والقران الكريم يطلب منا أن لا نكون صالحين فحسب ؛ وإنما نكون مصلحين ايضاً .
ولكن ما هو محتوى الاصلاح الذي ننشده وما هي أسسه – ومرتكزاته – لقد تعلمنا في التربية والتعليم – مبدأ القياس والتقويم – أي ان الشيء يمكن قياس نتائجه أخذاً باسبابه واهدافه ومنطلقاته – ما هو البرنامج – هل فرداً احاداً قادراً على أن يقوم في مجلس النواب بمفرده – بالاصلاح المنشود اصلاح ماذا ؟ النهج – القانون – الممارسة – كلها تساؤلات تجعل من هذا الشعار – شعاراً جميلاً يذكرنا بقصة الشاعر الذي استضافه احد الاعيان قديماً – فمدحه الشاعر بقصيدة . قال له الممدوح – جزيتك ثلاثون بعيراً . أنفرجت اسارير الشاعر وجادت قريحته في اليوم التالي بقصيدة أخرى – فكافأه الممدوح بثلاثين ناقة أخرى – وفي اليوم الثالث تكرر نفس السيناريو – فاتمم الممدوح النياق الى مائه . عندها قال الشاعر في اليوم الرابع – أنا أريد أن أرحل – قال له الممدوح رافقتك السلامة . سأل الشاعر والنياق - أجابه لقد قلت كلاماً طيباً وقلنا كلاماً طيباً ولم يتعد الأمر كله كلام في كلام .
نأتي للمصطلح الثاني وهو التجديد – وهو مصطلح يلامس شغاف العقول والقلوب ؛ لان الناس تحب التجديد ؛ في المأكل والملبس والمسكن والعلاقات ؛ فهل التجديد هو استبدال وجه بآخر – ام منهج ونهج بآخر – ان كان التجديد هو تجديد في الاسلوب والمنهج والمحتوى – والاداء والنتائج – فنعم التجديد ؛ ولكن ايضاً السؤال المطروح ما هي اسس التجديد ووسائله والى اي مدى سنصل فيه – الخطابات ستبقى نفس الخطابات والثقه ستكون نفس الثقه - ونقاش الموازنة والتصويت عليها لن يتجدد – فليكن لنا برنامجاً واضحاً للتجديد حتى يكون لهذا الشعار معنى محدداً ومقبولاً ومعقولاً فنحن نخاطب عقول كبار وليس ملهاة لأطفال صغار .
اما التغيير فأنا أومن أن التغيير هو احد ثوابت الكون – والله سبحانه وتعالى ركز على التغيير – كسنة من السنن الكونية ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) – التغيير هو تغيير نفوس وليس تغيير شخوص فحسب ؛ هو تغيير عقول – وليس عدّ رؤوس – والتغيير اما ان يكون صاعدأ او هابطاً – عن اي تغيير نتحدث عن الصاعد ما هي مقوماته – وما هو حظ عقيدة الأمة وفكرها الصحيح وحضارتها الممتدة – من هذا التغيير كمؤثر أساس فيه – لإن هذه الأمة لها مفتاح لا بد أن تنتبه له – وقد اعتراه الصدأ والتشويش ؛ لا بد أن يرجع الى اصله وجذره ونقاوته – حتى يكون تغييرنا ليس قفزه في الهواء – او المجهول .
هذه المصطلحات نرجوا من اصحابها الذين رفعوها ان يحددوا في احاديثهم محتواها حتى نتبين ما هو القصد منها اما انها ستبقى شعارات كما كان جواب الممدوح للشاعر عندما مدحه .