أن الحديث عن الجامعة الأردنية ليس حديثا مبتكرا مبتدعا, فهي أم الجامعات وهي أساس العلم و التكنولوجيا و التقدم و الرفعة يتبلج في أفق سمائها البدر, نديمة الفكر طيبة الذكر ولا أبالغ اذا قلت ان الداخل اليها يتعرف بها الى العالم ومن خلالها يتحدد سلوك الفرد و نشاطه و بها تحدد الدولة ثروتها و مواردها و تقدمها فقد أودع الله في جامعتنا الحبيبة ما يجعلها محط بهجة و أنس و استقرار للقلوب و غذاء للعقول و صفاء للنفوس.
ان قلنا أن الجامعة الأردنية تحوي العلم و الفكر و الثقافة بمنزلتها الشماء و مكانتها العلياء فهي فوق ذلك بكثير, انها الانجاز المستقبلي الحقيقي للخطط الواعدة لبلدنا الحبيب انها تحقيق لامال العقول العاقلة انها رسم واقعي لحدود الذات انها الاصل و الجذور و التطور و الازدهار في ان واحد.
ان تحدثت عن الفضيلة و الاستقامة فالنبع في هذه الجامعة ففيها انطلاقة المعرفة المشرقة من العلوم الدينية و الأخلاقية و الأدبية الأصيلة.
وان تحدثت عن خدمة الانسانية فأي مكان أرقى و أروع من كلية الطب وقد اعتمدتها أرقى صروح العلم فى الدول العظمى اذ وجدت هذه الدول فيها منارة مضيئة فى سماء العلم.
واذا انتقلت بين صروح الجامعة المختلفة ككلية اللغات و الهندسة لا أجد الا عجلة متدافعة متنامية من التطور و التقدم و الازدهار تستثمر الموجود و تتفانى في خدمة البشرية.
أنظر الى الجامعة الأردنية فى صباح محبة مشرق أجد الجهود المخلصة الرامية الى التحسين و الاخلاص و استثمار الطاقة على أفضل وجه تتراكض كخلية نحل ترفد المجتمع بعسل الرقي و الانماء و اليقظة و العطاء.
نعم هذا هو جهد أساتذة الأردنية و ادارييها و موظفيها الذين يدأبون على خدمتها و يسعون لبقائها منارة شامخة داعمة لهذا الوطن رافدة للوطن العربى أجمع.
وان وقفت أمام مكتبة الجامعة الأردنية تملكتني الدهشة و الهيبة فلئن كان زهر البستان و نور الجنان يحلوان الأبصار و يمتعان بحسهما الألحاظ كما قيل فان مكتبة الجامعة تحلو العقل و تشحن الذهن و تحيي القلب و تستنير دفائن القلوب و تبعث منها لذة القراءة و التعلم من غير راحة ولا مشقة.
حبا و كرامة أيها المكان الأسمى.