تبدو «حرب جرابلس» على الحدود السورية – التركية اشبه بمسرح اللامعقول:
- قوات تركية اعلنت انها داخلة لمدينة سورية مع مقاتلين من الجيش السوري الحر!! وبمعونة جوية اميركية.
- وقوات كردية - عربية تجتاح منطقة واسعة من الحدود السورية - التركية بمعونة عسكرية اميركية معلنة، لكنها تقف عند حدود جرابلس دون تفسير، سوى ان احد قادتها يشتكي من عدوان تركي على بلده سوريا.
- وحكومة سورية تعقد مع الأكراد هدنة بوساطة روسية، لكنها تخضع للتهديد الاميركي اذا حاول طيرانها التعرض للمستشارين الاميركيين العاملين مع جيش سوريا الديمقراطية.. وهكذا اصبحت الحسكة وكل محافظتها خاضعة للقرار الاميركي بالسماح لكل طيران العالم.. ما عدا الطيران السوري.
- وتركيا الغاضبة على كل الدول، تستقبل زعيم الأكراد العراقيين على الرحب والسعة وتستقبل في اليوم ذاته نائب الرئيس الاميركي كبادرة «استرضاء» لا تحمل اي معنى سياسي.
هذه التقاطعات في المشهد اللامعقول في جرابلس السورية وحولها يكاد يختصر الأزمة السورية (والعراقية)، فأميركا وروسيا وايران وتركيا ودول الخليج يتفقون كلهم على محاربة داعش ويختلفون على ما بعدها.. ما بعد انتصار الرقة والموصل، وكيف ستكون سوريا (والعراق) وشكل دولتها، ومواقع شركاء الحرب وأدواتهم المحلية السورية (والعراقية).
والحقيقة، ان انتصار القِوى الدولية والاقليمية لن يكون بهزيمة داعش العسكرية، وانما بتصفية الدولة السورية (والعراقية) وتوزيعها غنائم حرب على القِوى العظمى، وعلى القِوى الاقليمية التي تنتظر ما سيبقى من الجثة المفتَرسة (بفتح التاء).
داعش ستنهزم عسكريا، لكن، كما يقول الكاتب المصري، ستبقى الداعشية، وتتحول الى مذهب: كالوهابية، والسنوسية، والانصار السودانية وغيرها من مذاهب القرن التاسع عشر.
وسينال الداعشية، المذهب حصة من الجثة بعد ان تغير اسمها، فالقاعدة صارت جبهة النصرة، وجبهة النصرة غيّرت اسمها بموافقة زعيم القاعدة ذاته، واختلطت او ستختلط بالقطيع الواقف وراء الباب.
الراي