قد يستغرب البعض العنوان والمقصود به ما كان يعرف بدائرة السير التي غيرت جلدها واقتصرت وظيفتها على تعبئة دفاتر المخالفات بطريقة عشوائية وصلت الى الشوارع الفرعية وكان ينقصها الدخول الى كراجات العمارات وهي أضافت الى مناطق مسؤولياتها الجديدة اليوم منطقة عسكرية هي مدينة الحسين الطبية التي لا يتعنى لزيارتها إلا من كان له مريض يرقد على سرير الشفاء فيها والمؤكد أنه لن يقصدها أحد لشراء قميص أو شرب فنجان قهوة في كافتيريا أو يوقف سيارته في شوارعها للتسكع تحت ظلال اشجارها الوارفة.

وإذ يركض الشرطي في شوارع المدينة الطبية ليجمع اكبر عدد من المخافات فانه لا يجد وقتا لزيارة الكراج المخصص لسيارات الزوار ولو فعل لملأ أكثر من دفتر مخالفات حيث يصطف كثيرون بشكل يمنع من وصل قبلهم من الحركة ولا يكون مهتما بأن هذا قد يحتاج بشدة لتحريك سيارته، فهو مرافق لمريض قد يحتاج للدم أو أي علاج يجب احضاره من خارج أسوار المدينة.

شرطي السير أو موظف دائرة الجباية كما يجب القول يتعرض للتحرش من الاشخاص الذين حرر بحقهم المخالفة في شوارع داخلية تخلو من اشارات المرور وهو يملك اجابة واحدة يطلقها مشفوعة بابتسامة اعتذار "إنها وظيفتنا" فلا يملك الغاضب غير ترديد حسبنا الله ونعم الوكيل.

قد يكون مدير دائرة السير "سابقا" مكلفا بجباية مبلغ محدد إرضاء للبنك الدولي ووكلائه المحليين، وقد ينجح في ذلك دون أن يدرك أنه ومن أمره يحفرون للدولة التي يزعمون أنهم ينظمون أمورها فقد بلغ السيل الزبى ووصلت القلوب الى الحناجر عند مواطنين يعيشون في اقليم ملتهب ولا ينقص بلدهم غير شرارة ليلتحق بالركب بينما شرطة الجباية تمنع عن تجار وسط البلد رزقهم وتدفعهم لاغلاق محلاتهم وكأنها اليوم تطالبنا بعدم عيادة مرضانا وهي عادة أصيلة عند الأردنيين لو يعرفون أثرها.

فيا مدير دائرة الجباية والمخالفات "السير سابقا" اتق الله فأنت في طريقك للتحول إلى متقاعد لن يجرؤ على إيقاف سيارته حتى أمام منزله.