استيقظت الحياة ذات صباح على قرار جريء، ارادت ان تحتفل اليوم بأولئك الذين خلقوا أطفالًا عادييـن،لابوين عاديين، ينتمون الى طبقة عادية.
هؤلاء لم يكونوا متفوقين ولا مشاغبين هم فقط كانوا عاديين.
لم يكن اهلهم «وقحين» يسلبون اوطان الآخرين،بل كانت أوطانهم وحياتهم فقط تسلب، لربما فضلوا الصمت على الجدال وهم على حق، لم يكونوا سيئين بالمطلق.
عرفوا معنى ان يناموا جائعين، لم يدعوهم احد لحفلات التكريم، والرسم على الوجوه، بل لربما هؤلاء نالوا من الشماتة الجزء الوفير، كيف لك ان تولد سليب وطن وحق،
وفقير؟
الصامتون وفي قلوبهم صراخ لا يود سماعه احد، لربما تفقدوا زرعا كان يوما مثمرا الا انهم في المحصلة حصدوا ترابا غطى نصف اعينهم، فيما ترك البقية لتنظر الى بشاعة هذا العالم ، بالحقيقة تكفيه نصف نظرة على الاكثر.
هؤلاء صحوا باكرا ولم يربحوا شيئا، يلفتون الانتباه وما تلبث مدينة «العالم» تصيح : عودوا ليس لكم من رفيق.
العاديون الذين رمتهم السياسة على طرقات المدينة ، البسطاء الذين حلموا مبكرا بالسماء، يثيرون الجدل في كل مرة، يجدونهم على شاطىء او تحت ركام، لا عزاء لهم، هم الضعفاء والمساكين، الذين ان لم تقتلهم الشظايا، لربما قتلهم شبر فرح يولد فجأة بين أيديهم وفي قلوبهم.
المحزن في قصة «العاديين» من البشر انهم في النهاية لا يشكلون قدوة، هم فقط «قصة» لا يعود يسردها احد لا قبل النوم ولا في صحو جميل.
هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا قدوة حتى للناس العاديين امثالهم، بل ان الاخيرين، اي العاديين قد يبكون لنهاية مسلسل مؤلم، فيما لا تتسرب دمعة ولو خلسة عند سقوط صخرة على رأس عادي قرب موطء قدمهم.
الدستور