الأصل او الهدف من الاستثمار في اسهم الشركات المدرجة في الاسواق المالية هو الاستفادة من نمو الاقتصاد ونمو ربحية الشركات وبالتالي نمو توزيعاتها السنوية والارباح الرأسمالية الناتجة عن ارتفاع سعر الاسهم في السوق بحيث يحصل المستثمر على عائد سنوي عادة ما يتجاوز الاستثمار في العديد من الادوات الاستثمارية الأخرى وفي مقدمتها الودائع مما يساهم في الحفاظ على القوة الشرائية للأموال المستثمرة وبالتالي يركز المستثمرون عند شرائهم اسهم أية شركة ولتحقيق عائد مناسب الاطلاع على سجل إنجازاتها وكفاءة إداراتها وتميز مؤشراتها المالية ومؤشرات ربحيتها وهذا بالطبع يتطلب استثمار مابين متوسط الى طويل الاجل في اسهم الشركات والذي يخفض المخاطر في هذا الاستثمار بعكس المضاربة في الاسواق والهدف منها تحقيق ارباح رأسمالية سريعة مع القدرة على تحمل مخاطر عالية ومصدر الارباح في المضاربه (الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع )خلال فترة قصيرة جداً قد تصل الى يوم او أسبوع وللأسف ان نسبة هامة من المضاربين في اسواق المنطقه مغامرين ويعتمدون على الاشاعات والسير خلف كبار المضاربين عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية دون التفاتهم الى اداء الشركات وسجل إنجازاتها وكفاءة إدارتها مع الاشارة الى بعض المزايا التي تحققها المضاربة للاسواق المالية عندما تكون نسبتها من تداولات السوق منطقية ومعقولة من حيث مساهمتها في رفع نسبة السيولة داخل السوق من خلال وجود طلب وعرض مستمرين وبالتالي تساعد المستثمرين على تسييل استثماراتهم عندما يحتاجون الى سيولة نقدية وبالأسعار السائدة مما يقلل من مخاطر السيولة ونسبة التكلفة.

وترتفع المخاطر عندما تسيطر سيولة المضاربين على حركة اي أسوق بحيث تصبح قيمتها أضعاف قيمة الاستثمار المؤسسي والاستثمار طويل الاجل وهو ما نلاحظه حاليا في بورصة عمان وحيث تساهم سيطرة سيوله المضاربين الى انخفاض كفاءة السوق ومصداقيته والتذبذب السريع في مؤشراته وبالتالي ارتفاع مخاطره والأرقام التي تنشرها بورصة عمان توضح حجم وقوة المضاربين ومنها ان اسهم مجمع الضليل والذي بلغت أرباحه خلال النصف الاول من هذا العام فلسين فقط للسهم الواحد احتل المرتبة الاولى في السوق في مؤشر قيمة التداولات وبحجم ٩٣,٥مليون دينار واسهم شركة المقايضة للنقل وحيث بلغت ارباح السهم الواحد ثلاثة فلسات فقط بلغ حجم تداولها خلال النصف الاول ٣٨ مليون دينار وشركة التجمعات الاستثمارية حيث خسر سهم الشركة ١٣ فلسا و حجم تداولاتها خلال النصف الاول ١٧,٨مليون دينار والمتكاملة لتطوير الأراضي خسر السهم ٧ فلسات وحجم تداولها ٣٠مليون دينار والأمل للاستثمارات ربح السهم خلال النصف الاول ٣فلسات فقط وبلغ حجم تداولها بالمقابل ٣٤مليونا بينما نلاحظ في المقابل ضعف التداولات على اسهم الشركات التي حققت نموا كبيرا في صافي أرباحها.

كما ان النشرة الشهرية لشهر تموز الماضي والتي صدرت عن بورصة عمان أظهرت أيضاً ارتفاعات قياسية وغير مبررة في ارتفاع اسعار اسهم بعض الشركات خلال الشهر لا تعكس معلومات جوهرية هامه تستدعي هذا الارتفاع القياسي بل تعكس حجم وقوة المضاربة على اسهم هذه الشركات ، فالمتكاملة لتطوير الأراضي والاستثمار بلغ نسبة ارتفاع سعر أسهمها ٧٨,٤٪ والمحفظة العقارية الاستثمارية ارتفع سعر اسهمها بنسبه ٧٢,٥٪ وتهمة للاستثمارات المالية بنسبة ٣٧,٥٪ والمحفظة الوطنية للاوراق المالية بنسبة ٣١,١٪ والمستقبل العربية للاستثمار بنسبة ٢٧,٦٪ودار الغذاء بنسبة ٢٥٪ ومجموعة العصر للاستثمار بنسبة ٢١,٣٪ والإقبال للطباعة والتغليف بنسبة ٢١,٢٪ومجموعة اوفتك القابضة بنسبة ٢٠٪وأساس للصناعات الخرسانية بنسبة ١٦٪.

وسيطرة سيوله المضاربين تؤثر سلبا على تدفقات الاستثمار الاجنبي والاستثمار المؤسسي المحلي والاستثمار الفردي طويل الاجل مما يساهم في تراجع حجم التداول اليومي والعديد من الاسواق المالية وضعت العديد من الاليات واتخذت الإجراءات المناسبة لتعزيز حجم الاستثمار المؤسسي وتخفيض سيولة المضاربين بحيث تستطيع هذه الاسواق تحقيق أهدافها ورفع مستوى كفاءتها.

"الراي"