يسمونها ثورة، والبعض الآخر يعتبرها مجرد مؤامرة، وهناك من يراها مجرد فوضى، وفريق رابع يراها ثورة تم اختطافها بحيث تحولت الى شيء آخر تماما.
كل هذا لايهم.تحليل المعطيات امر ليس صعبا.ماهو مهم اليوم الكلام عن مانراه في سورية، وهل سوف تستمر هذه الحالة الف عام اضافية، ام اننا سوف نشهد نهاية لهذا المشهد الدموي، نهاية من أي نوع كان، انتصار الثورة، انتصار النظام، هزيمة الطرفين، تقسيم سورية، فأي سيناريو ينهي هذه الحالة، هذا هو السؤال؟!.
لكن في غمرة السؤال عما اذا كانت الثورة السورية فشلت ام لا، ولماذا نجحت او فشلت، لابد ان يقال ان الشعب السوري اليوم بات وحيدا بلا حلفاء، فأغلب دول العالم لاتقف الى جانب السوريين، الا بشكل اغاثي، او عبر الكلام عن حلول سياسية، وحتى الدول التي وقفت الى جانب الشعب السوري، تنسحب سرا وعلنا، من معسكر الثورة السورية، من الاتراك الى دول عربية، وغيرهم، وقد لايعلنون انهم مع النظام لاعتبارات كثيرة تخصهم، لكنهم بالتأكيد لم يعودوا في وارد رعاية الثورة السورية او دعمها.
جوار سورية مغلق تماما في وجه الثورة السورية، من الاتراك الذين انسحبوا فعليا من منصة الدعم للثورة، مرورا بالعراق الذي لايقف مع الثورة السورية فعليا، ولبنان ايضا ، وهذا يعني ان فرص تدفق المال والسلاح، فنيا، تراجعت الى حد كبير، اضافة الى ان الرعاة الرسميين للثورة الرسمية، لم يعودوا بذات الحماس، لاعتبارات تخص تفشي داعش في سورية، ولاعتبارات تتماهى مع موقف واشنطن، التي لم تعد مهتمة اساسا بما يجري في سورية، تاركة الميدان للروس، ولاولويات اخرى.
ماهو المطلوب اليوم من الشعب السوري، هل يخرج السوريون في مظاهرات مليونية اعتذارية للنظام، ام يعلنون انتهاء الثورة السورية فعليا، والتفرغ لطرد المقاتلين الاجانب، ام ينتظرون خرقا سياسيا او عسكريا، يحدث على صعيد الملف السوري، بحيث تنقلب كل المعادلات، هذا سؤال آخر صعب، والاجابة عليه اصعب، بعد ان دفع السوريون ثمنا رهيبا، من حياتهم وتشرد الملايين، وخسائر الدولة السورية المقدرة بمئات المليارات؟!.
اخطر كلام يقال في هذا الصدد ان اعلان وقف الثورة السورية، اذا كان ذلك ممكنا، في لحظة ما، اعلان ليس بهذه البساطة، فهناك اطراف كثيرة سوف تصر على استمرارها، تهربا من الاعتراف بفشل الثورة السورية، اضافة الى بعض الاطراف الاقليمية والدولية التي تريد استمرار الثورة بمغزاها الاقليمي باعتبارها باتت تعبر عن حرب اقليمية ودولية وسورية هي ساحتها المتوفرة حاليا.
مايمكن قوله ختاما، ان الشعب السوري دفع ثمنا لايمكن وصفه، جراء التطاحن، وجراء ثنائية الدولة والثورة، وتطاحنهما، وقد ذهب الشعب السوري فرقا في الحسابات، دون ان تكفي شرعيات المتخاصمين، لتبريد مشاعر الخاسرين لبيوتهم وامنهم واقتصادهم وحياتهم.
ثم ان سورية، مابعد وقف الحرب، ستكون اسوأ بكثير مما نراها حاليا، لاعتبارات كثيرة، فما سيختار السوريون، امام خيارين اسوأ من بعضهما البعض؟!.
الدستور