حل عربي بدعم عالمي لإنعاش المنطقة ووقف دواعي الإرهاب
أ.د. محمد الفرجات
22-08-2016 01:09 AM
المنطقة العربية بحاجة لأن تنتعش إقتصاديا وسياسيا، فمنذ نهاية ٢٠٠٨ ومع الأزمة الإقتصادية العالمية، ومع دخول الربيع العربي في ٢٠١١ والمنطقة كالرجل المريض.
لقد عانى الأردن مع دخول سوريا معترك القتال الداخلي متعدد الجوانب الحرمان من ممر صادراته البري إلى لبنان وتركيا وشرق أوروبا، كما وتوقف التصدير البري إلى العراق، وتوقف أو شبه توقف النفط العراقي الذي كان يصلنا بأسعار تفضيلية، ولم تكن الأمور بأفضل حال بالنسبة لخط إنبوب الغاز المصري والذي عانى عشرات التفجيرات الإرهابية والتخريبية عبر سيناء وشهد الغاز ذاته إرتفاعا في الأسعار، وعانى سواقو الشاحنات من سوء إمكانية التنقل إلى ليبيا وتونس بسبب الربيع العربي وسوء إنعكاساته على هذه الدول.
وفي الوقت الذي نعاني في الأردن تبعات الربيع العربي بأزمات اللاجئين، فإن الموارد المالية هي هي إن لم تقل، وبالمقابل فالنفقات تزداد.
دول الخليج أنهكتها أسعار النفط المنخفضة على عكس ما رتبوا عليه موزناتهم المالية، ولم يكونوا يتوقعوا هذا الانخفاض، وحرب اليمن تستهلك أموالا بشكل كبير ويومي ولا تنتهي.
مصر درع الأمة العربية تعيش أزمة مالية خانقة، والشعب بين مؤيد ومعارض للرئيس السيسي، ومنابع النيل أو مجاريه بالأحرى ستحجز بالسدود في الحبشة، ومصر هبة النيل كيف لها أن تعيش دون هذا المورد التاريخي؟
العالم بات يعاني الارهاب والفكر المتطرف، والاسلام براء من ذلك، والتطورات رافقت مخرجات الربيع العربي والذي يجب أن ينتهي ويصلح ما أفسد.
كل ما سبق يدعو لمؤتمر عربي بدعم عالمي جاد ويضع الخلافات على جانب، ويدعو لحلول إقتصادية وسياسية عاجلة لعل الله تعالى يحدث بعد ذلك أمرا هو خير للجميع وللعالم، والذي بات يعاني الإرهاب العشوائي دون تمييز، حتى وصلت الأمور إلى فقدان من زرع الإرهاب السيطرة على إمتداده لينقلب السحر على الساحر.
وعلى العالم الذي أوجد الربيع العربي وداعش وغيرها التنبه إلى أن الفقر والبطالة والظلم بيئات خصبة لإنتاج الإرهاب والإرهابيين وتصديرها، ولا حل سوى بالتنمية والانتعاش الاقتصادي والسياسي للمنطقة العربية.
ما يجب أن يتفهمه العالم القوي هو أن كل سكان هذا الكوكب شركاء في خيراته، ومن حقهم العيش بسلام، وأن لا تبنى إقتصاديات دول على تعاسة دول أخرى، نتحدث عن تجارة الأسلحة وإصطناع الحروب والصراعات بالمقابل، نتحدث عن المخدرات وسياسات بعض الدول تجاهها، نتحدث عن عالم بات مهددا بحرب عالمية ثالثة لن يكون بعدها إحتمال لحرب عالمية رابعة، إلا إن كانت بين قطعان الصراصير المعروف عنها عدم التأثر بالإشعاعات.