لماذا لا نستطيع الإنجاب .. ؟!
الدكتور فايز أبو حميدان
20-08-2016 01:55 PM
قبل الحديث عن نسبة نجاح علاج العقم والمساعدة على الإنجاب يجب علينا التطرق الى مسألة إمكانية الحمل عند الأشخاص الطبيعيين والتي لا تتجاوز في العادة 50% رغم التواصل الجنسي الطبيعي خلال عام كامل مشروطاً بعدم وجود ايه أسباب لمنع الحمل.
فالأرقام المتداولة من قبل مراكز كثيرة في العالم ليست صحيحة دائماً، والدول التي يمكن الثقة بها هي الدول التي تملك سجل وطني لمتابعة هذه الحالات بشكل علمي كما هو الحال في المانيا، بريطانيا، أمريكا، واستراليا.
فالسجل الوطني لمتابعة حالات العقم في المانيا تشرف عليه مؤسسات شبه حكومية ويتم مراقبته بشكل مفصل، وهناك عقوبات للمراكز التي لا تلتزم بشروط السجل قد تصل الى سحب ترخيص مركز علاج العقم فيها، ويعتبر هذا السجل مرجعية لوزارة الصحة والمحاكم ويؤخذ بنتائجه بشكل جدي.
ولكن للأسف لا يوجد في بلادنا مثل هذه السجلات ولا حتى قوانين لضبط عمل مراكز العقم، فهذه السجلات لا تحتوي فقط على نسبة نجاح الحمل، بل وتهتم بالمضاعفات وصحة المواليد بعد علاج العقم ومراقبتهم طبياً لسنوات طويلة، ويتم اصدار النتائج بشكل سنوي وتزويد المؤسسات العالمية والجمعيات بهذه النتائج واعلانها، كما ان بعض الدول تعلن عن نسبة نجاح العلاج لكل مركز على حدى مما يتيح حسن الاختيار للمريض ويجعل المنافسة شريفة.
وتختلف نسبة نجاح الحمل من سيدة الى أخرى وذلك لاعتمادها بالأساس على عمر المريضة ونوعية العلاج المقدم لها وعدد البويضات التي تنتج لديها.
حيث تتراوح النسبة ما بين 20-30% في أول محاولة بغض النظر عن الطريقة المستخدمة للعلاج، وفي حال إعادة المحاولة بعد فشلها ترتفع نسبة نجاح العلاج لتصبح 50-60% تراكمياً بعد 3 الى 4 محاولات، وهذه النتائج ربما تكون مُحبِطة لدى البعض ولكن نسبة نجاح الحمل بالشكل الطبيعي ودون علاج لا تزيد كثيراً عن هذه النسبة، كما انه يجب التنويه هنا إلى وجود نسبة كبيرة من الاجنة قد يكون لديها تشوهات خلقية بغض النظر عن طرق العلاج المستخدمة، ويتخلص منها الجسم بشكل تلقائي بحكمة الله عز وجل، وربما يكون هذا هو الوضع الأفضل للعائلة، اما بالنسبة للتشوهات الخلقية بعد علاج العقم فهي ليست اعلى من الوضع الطبيعي، حيث بلغت النسبة حوالي 2-3% للتشوهات الكبرى ولا تزيد عن 7% بالنسبة للتشوهات الصغرى غير المهمة والتي لا تؤثر كثيراً على حياة الإنسان.