بمناسبة احتفاء محافظة المفرق بمئوية الثورة العربية الكبرى
لا يحتاج الملك أن يقيم في محافظة المفرق هي التي تقيم فيه , لان قرابة الملك الوجدانية من " المفرقيون " جميعا أقوى من قرابة الحاكم بالمحكومين بين الراعي ورعيته. فبما يمثله من نسيج حياتنا وبقائنا فهو قيادة تحكي الكثير والدواء لكل وباء . كنتم أيها الملك كطير للقلوب تغرد فمنحتم ود الفؤاد ونبضة بين الجوانح والعيون, فانتم شمس تضيء حياتنا وتجدد. تمضي إلينا زارعا عذب المنى من لنا غيرك حوى آلامنا يوم المحن تبني النفوس وتزرع الآمال في شعب يكلل راسة بالغار والريحان . يا صانع الأجيال أنت المرتجى تبني صروحا للعلم فتعظم وفي كل حرف شمعة وضاءة من نور قلبك ضوءها يتكلم, آمنت بالإنسان حرا مبصرا وحملت الجراح مكابدا تصف الدواء ,بقربنا متواجدا تجفف دمعا وتبني دروب الرخاء سنبقى نكسب فيك الرهانا زرعت رجالا تزيل سدود المخاوف من بينهم وتقتلع جذر الهزائم وتزرع نبت الفضيلة . لمائة عام انقضت ظل حب الهاشميين لدى كل الناس من مشرق الوطن إلى مغربة ومن جنوبة لشماله يمثل حالة ضوئية لا أجمل ولا أبهى . الهاشميون الذين شدوا خيلهم واستعذبوا مر القتال كي نعيش في أمان هم الذين ادركوا معنى الصباح فانتم عقلها الفواح.
سيدي الملك
إن الأماني تجري وراء الرجال , ولا تقاد الدنيا بلا تضحيات , حين نامت الدنيا وغشاها زمان عقيم , فاحيتة ثورة أجدادكم فكانت نهضة وانفتاح, فأشرقت الدنيا بهجة من بناء وتطور ونجاح , فجمعتم طاقات الأمة حينما امتشقتم سيف العرب تنادون الجميع جهارا حين لحم العروبة فاض بالأخطار فما هزنا سهم الزمان وغدرهم فأقمتم صرح بلاد واعدتم قبابا إلينا, رأيتم في التضحيات سبيلا لمجد حاملا لكل يوم كل البشارة وخرجتم مثل شمس زغردت لانتصار وبناء .
اليوم المفرق اشتعلت بها حمية القبيلة , ستطفيء كل هذه الأضواء الكاشفة فلقد أشعلنا قناديل القلب محبة وفخرا وتيها, سترسم لوحة عشق لربيع حافل بالأمنيات , كم هي البلاد زاهية حين تكون المظاهر الاحتفالية شعبويه عفوية نابعة من نقاء الضمير وصفاء المحبة , فكيف أرد على ما أرى بما يضاهيه سخاءا , وأنا أرى المفرقيون أسرابا منذ غسق الدجى وقد جاءوا من كل حدب وصوب "وطن للعشق" يشدون بنشيد عذبا كالإمارة مثل سيل حامل للبشارة , لمشاركة الوطن أفراحه بدفء كريح الصبا بأطيب الألحان ما أحاطني بالبهجة والسرور , إليكم طيور البلاد والتي ما تطير بعيدا عن ترابها تحمل الرايات والدفوف واليافطات والكلمات هنا سامر وهناك حداءات والأماني صاخبات , ولأنني أدرك أن الكاتب والصحفي والإعلامي لا يولد مرة واحدة فله من الأمهات بعدد ما سار إلى المدن والأرياف والبوادي والمخيمات , لذا فلي مسقط راسي وآخر لقلبي وثالث لقلمي ثمة مدن نسكنها وأخرى تسكننا وبلدات وقرى نكتبها وأخرى تكتبنا .هي المفرق قبيلة المدن في مملكة هاشمية لا تسألك عن أصلك وفصلك ومن أين أتيت ففي المفرق كما باقي الأردن لا تحتاج إلى نسب أنت تنتسب إلى وطن هاشمي نكهته عروبية قومية فما من إنسان دخل لبلادنا الا وغدا له في رحابها أهل وعشيرة وعاش شيخ قبيلة فشجرة عائلته تغدو هنا غابة بعدد أوراق الشجر وذرات التراب ولهذا السبب بالذات توج الأردن أبا لكل ساكنيها ونعم توج منذ الأزل بلاد للعرب في وطن .
هنا المفرق التي أحبتك وآمنت بنهجك لا يساويك كل بيت بأحد ابنائة أو يفتديك فحسب بل تفضلك عليهم حد الإيثار والتضحية فأنت نكهة السمار على قهوتهم , لقد مر كل الكبار من هنا ومن هنا سطعوا فلا سماء غير الأردن قبل بهم نجوما على أرضها , لكل هذا أعلنوا عمان أمهم بالتبني وأشهروا بشهاداتهم أردنيتهم إن لم يكن الأردن مسقط رأسهم فهو مسقط قلبهم , وان لم يكن الوطن الذي لم تختاره الجغرافيا ليكونوا ابنائة . هو الأردن المرتبط بالهاشمية قبل مائة سنة اختاره الجميع ليكون وطنا لهم ولأولادهم وفخرا وزهوا لعروبتهم .
هي المفرق اليوم مولاي ترتدي حلة قشيبة مدينة القامات الوسيمة الشامخة مدينة الشهداء, مدينة الشباب المفتدين أرضهم الذين ما زال مذهولا بهم ترابها ,وهبناهم للحياة وما زال صدى صوتهم ينثرونه في السماء نحبك أردننا وطنا هاشميا نباهي به الدنيا .إليك يا أردن يسافر كل وليد وشهيد ولأجلك تهون الصعاب وتسهل كل المهمات
إليك اشد الحزام وأمد وريدي وأبحر في جوف الظلام
علميني يا بلادي كيف أحفظ نبض بلادي وتعلمت فيكي الصبر والعزم والعشق حتى النخاع ونرضى بقرض اليباب على الا نكون في شتات فرحين نشتري بقليل ولو من تراب . يا أردن سلامتك اليوم أغلى انتصار وأمنك واستقرارك أثمن شيء في عيون الصغار والكبار , وطن ابى على الخضوع رغم جمر المكائد , ففي كل يوم قصة عربية محبوكة في الليل والأسحار عرف الأنام همومنا وتساءلوا لما أمرنا حكر على الأخبار وفي كل يوم بلاد ترتمي في حفرة مملوءة بالدم والمقاصل والفجيعة بعض الحقيقة مؤلم يا إخوتي فليكن دفء الحقيقة منعش لنفوسنا . فنحن استوعبنا نبض الخطر .
يا أردنيون ويا أردنيات يا عاشقي دوحة هاشمية اسمعوا عذب الحديث والأمنيات المذابة في شفاه المفرقيون والمفرقيات رددوا معنا أنشودة أحلى من الأزهار سنسلك سبيل جدودنا اللذين كانوا سراجا في دجى الأحرار خير الرجال بفعلهم وخصالهم جادوا علينا بالسناء وإننا مصممون متمسكون بهذه الأنوار فليس التعلق بتلك المناسبة معابة فهي البقاء وموقظ الإبصار فيها الضياء لأمة احلولكت أيامها حين عبث الذئاب ونست حقوق الجار سنقول للعالم إننا انطلقنا من زمان في ثبات فلا تهملوا حق البلاد وصونها فنعيش مثل بقية الاصفار . نحن قوم وحدتنا محن ولم نعش في غفلة .
حفظ الله الأردن وطن الشرعية التاريخية والدينية وطن العز والقامات الشامخة وطن البطولة والأمن والاستقرار بقيادة حادي الركب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم .