نيكول كدمان و هيفاء وهبي و أمور ثقافية أخرى؟
فراس الور
19-08-2016 03:35 PM
إنها غنوجة المجتمع في لبنان... جميلة بيضاء البشرة ذات شعر طويل وعيون جذابة وساحرة... فأعطاها الله قدراً عالياً من الجمال، بل يرى فيها عالم الرجال جنة لا تقاوم من الأنوثة تشد الناظر اليها بصورة لا ترحم، بل يسكن بداخل عينيها فردوس من الروعة... فردوس كلما نظرت اليه تشعر بأنك تريد لعينيك أن ترتوي المزيد منه وينعش احساسك بالجمال ويغدو فؤادك بسببه يعزف لحناً طربياً جميلاً، فضفائرها الحريرية التي تنساب بنعومة من على رأسها وتزين كتفيها تخلق بداخل الناظر اليها رغبة لا ترحم بضمها بحنو ليشعر أنه يضم حورية من حوريات الأساطير التي كانت تسحر البحارة في اسفارهم بالمحيطات الرحبة ومغامراتهم حول العالم... فكم رجل تمنى ان تسكن بين ذراعيه هذه اللوحة الأنيقة من الجمال ولو لدقيقة من الزمن؟
إنها غنوجة المسرح بلبنان هيفاء وهبي، فخلال السنوات الماضية التي اشتهرت بها لم ارها ترتكب إثما على الشاشات وبأفلامها سوى أنها تصعد على المسرح وتؤدي اللوحات الفنية الموسيقية والراقصة، وبأفلامها تؤدي الأدوار شأنها شأن اية ممثلة عربية او غربية...و ا أظنني سمعتها بمقابلاتها على التلفاز تقول اللامعقول... وصفحتها تفيض بصورها وهي ترتدي الفساتين و الثياب التي هي على الموضة شأنها شأن اية فنانة عربية او غربية او سيدة لبنانية...فلماذا تفيض صفحتها من حين لآخر بالشتائم و الألفاض الغير لائقة إطلاقا؟
من حين لآخر اشاهد صفحة الفنانة العالمية الرائعة نيكول كدمان، و هذه الفنانة هي جذابة و جميلة جدا و لجمالها صفات خاصة تجعله مميز بين عالم الفنانات الشهيرات، و هي متزوجة من رجل يحبها كثيرا، و الصفات الجامعة بين النجمة هيفاء و النجمة نيكول الجمال و الشهرة و القاعدة الجماهيرية الواسعة و اعمال فنية وجدت الإستحسان و النجاح عند جمهورهم...و لكن الذي استغرب منه هو عندما يدخل المرء صفحة الفنانة نيكول يجد الملاحظات الجميلة عنها و عن اعمالها، و يجد المجاملات الصادقة من جمهورها عن الحب الكبير الذي يجمعها مع زوجها و كيف يؤديا لبعض الإحترام و التقدير امام عدسات المصورين و الرأي العام و الصحافة، إنها صفحة راقية لهذه الفنانة التي ابدعت بأفلامها و كانت خير فنانة لبلادها حول العالم و سفيرة للنوايا الحسنة بصورة حسناء و راقية، و لا أظنني و او لمرة واحدة وجدت شتيمة لها او تعليق يذمها،
يجب ان لا ننسى أن الفنانة هيفاء هي بالنهاية فنانة لبنانية تنحدر من مجتمع يُؤَمِنْ للمرأة حرية التعبير و الحرية الفردية كإنسان له كرامته بالمجتمع و حرية اللباس و حرية التعليم و الحرية السياسية كفرد يحمل الجنسية اللبنانية لذلك نرى المرأة اللبنانية ناجحة حيث تطئ قدميها لتبرع بمهن كثيرة بالمجتمع و على سبيل المثال لا الحصر كالإعلام و السياسة و الطب و الهندسة و الصحافة و التدريس بالجامعة و المدارس و التمثيل و الفن و مهن كثيرة آخرى لا يسعنا ذكرها جميعها هنا، هذه الأمور يجب ان تؤخذ بعين الإعتبار قبل التهجم عليها فهي ابنة مجتمع يُؤْمِنْ بالحريات بصورة شبه مطلقة فلا أعلم لماذا مثلا ابرع بعض من الفنانين المصريين وقت منع الرقابة لفلم حلاوة روح بمصر منذ بضعة اسابيع بمهاجمتها على لباسها و فنها و كأنهم يريدون بلورة و تشكيل العالم بأسره على ذوقهم الخاص، عالمنا الآدمي يتضمن حضارات بشرية مختلفة و لكل منها لغته الخاصة و فلسفته الخاصة و تقاليده و اجتماعياته التي تميزه عن الحضارات الآخرى، و الفنان ثروة مقدرة عند الحضارة الغربية و الكثير من بلدان العالم و الفنون عموما هي نتاج للحركة الثقافية و تنحدر من مجتمع يرعاها و يؤسس لنموها و يتيح لها المجال لكي تزدهر و تظهر للناس و لعل المجتمع الغربي يبرع بهذه الناحية لتصل الإبداعات الفنية لأقصاها بأمريكا و اوروبا...
الفنانة نيكول و الفنانة هيفاء فنانتين و لكن نيكول تنحدر من حضارة غربية عملاقة لها حضورها القوي على المستوى العالمي و هيفاء تنحدر من الحضارة العربية اللبنانية التي ابدع صناع الثقافة بها برعاية أجمل فنون عرفها الوطن العربي و لكن مع كل أسف من لا يستطيع فهم الحريات بالمجتمع اللبناني يهاجمها بصورة لا تدل على نضوج فكري و ثقافي نهائيا، فلما لا يهاجم المجتمع اللبنانية الفنانة المصرية إطلاقا سواء المتحررة منها او المحافظة...لأن هذا المجتمع و حضارته يتمتعان بالنضوج تماما و يحترم حضارة و فكر الآخر بعكس ما جرى بفلم حلاوة روح فلم يُهَاجَمْ الفلم كمادة درامية بل تخطى ما حدث حدود المعقول، يا حبذا لو بوطننا العربي نراعي ثقافات البلدان العربية على تنوعها و تنوع قيم الحريات التي بها،
ربما لأنني درست بمدارس أمريكية دولية تتضمن طلابا من جنسيات مختلفة حول العالم تسنى لي فهم هذه الأمور، فكان معي طيف واسع من ابناء الحضارات حول العالم وأذكر منها الهندية والباكستانية والصينية واليابانية والأرمنية والأرجنتينة والأمريكية والبولندية والهنغارية والفرنسية والبريطانية والألمانية و العربية المختلفة والسويدية و الهولندية و جنسيات أخرى عديدة لا مجال لذكرها جميعا... فرأيت العالم من عيوني و عيون غيري لأفهم...أن الحضارة الإنسانية لا تأخذ فلسفة واحدة وفكراً واحداً وديناً واحداً...بل هنالك تنوع يجب ان يحترم،