عن الكاسيات العاريات أيضا!
حلمي الأسمر
19-08-2016 04:47 AM
كنت كتبت منذ فترة لا بأس بها مقالا عن انشغال بعض خطباء الجمعة في بلادنا بقضية لباس المرأة، والمصطلح المصاحب لهذا الموضوع «الكاسيات العاريات» ويبدو أن الموضوع أثار شجون أحد القرّاء فأرسل لي ردا «يناقش» فيه بعض ما ورد في المقال، ولأنني لا أهمل أي رسالة تصلني من القرّاء، سأعرض هنا شيئا مما ورد في الرسالة، بقدر ما تسمح به المساحة المخصصة لزاويتي..
يقول الأخ علي شقرة في مداخلته، بعد التحية والإشارة للمقال..
اولا ) اود التاكيد على ان لباس المرأة يجب الا يعطى اكبر من حجمه اهمية وانه ليس مشكلة العالم الاسلامي الوحيدة او الرئيسية ولا اعتقد ان احدا يقول بعكس ذلك حتى من يتحدثون عنه على المنابر...
ثانيا) لباس المرأة يا استاذ حلمي ليس خيارا لها كما تفضلت في مقالك .. كلا بل هو بمواصفاته الاسلامية فريضة شرعية واجبة الطاعة والتنفيذ وواجب الاب والاخ والزوج التدخل في ذلك ولا اعتقد ان مسلما يقول بغير ذلك ولا مجال هنا للاستشهاد بالنصوص على صحة هذا القول مع ايماني بما اوردته في البند السابق..........
ثالثا)الذي ألحظه انا هو عكس ما لاحظته انت وهو ان هذا الموضوع لم يطرح منذ مدة طويلة في خطب الجمعة وان تم التطرق اليه فبشكل عرضي فقد نجحت الحركات النسائية وأنصارها –مع الاسف-في اتباع اساليب « الحركة اياها «التي تصور ان كل انتقاد او رفع اصبع او حتى حاجب في وجه السياسة الاسرائيلية هو عداء للسامية وعودة للنازية !! وهكذا كل انتقاد لسلوك خطأ او مطلب للحركات النسائية هو عداء للمرأة والتفاف وتآمر على مكتسباتها و... اقترح اختصار ذلك بتعبير (اللانسوية) وهو ما لاحظه الكثيرون من العلماء الذين درسوا القضايا اليهودية كالدكتور عبد الوهاب المسيري ( يمكن الرجوع الى كتابه حركات التمحور حول الانثى) وقد روى في كتاب اخر له ان وزارة الخارجية في دولة عربية اوصت احد سفرائها عندما تم تعيينه في دولة اوروبية الا يتطرق بانتقاد الى اليهود او المرأة ! وهكذا فعلت انت مع احترامي حيث اعتبرت انتقاد هذا السلوك الخاطىء للكثيرات (اللباس المخالف للشريعة الاسلامية) هو نط على الحيط الواطي للمرأة !!
رابعا) لماذا لم يثر غضبك او اعصابك كل هذا الزعيق والصراخ واللطم على اكاذيب قتل الشرف والعنف ضد المرأة (الذي اصبح يشمل كل من عطس بجانب امرأة او انتقد سلوكا لها او ان المرأة اخذت حقوقها اولها احتراما في مجتمعنا وربما شمل هذا الخطيب الذى تطرق الى لباسها باعتباره إيذاء لفظيا.......) واغتصاب الزوجات وغيرها من الاكاذيب مدفوعة الاجر من هذه الجهة او تلك............
لماذا لم تثر حفيظتك الاف الندوات والمحاضرات وورشات العمل التي تعقد بتمويل خارجي والتي تتحدث عن التمييز ضد المرأة في القوانين والعادات والدين والتحرش الجنسي .... التي تصور المرأة كانها حمل وديع يعيش وسط غابة من الوحوش الكاسرة وهم الاب والاخ والزوج ......؟ لماذا لم يثر حنقك بث الكراهية هذا الذي يمارسه الكثيرون ممن ظنوا ان هذا هو طريق العصرية والوصول الى البرلمان والمناصب !؟ لماذا لم يثر اصرار الكثيرات والكثيرين على زيادة مساهمة المرأة في الحياة العامة بزيادة توظيفها الذي اصبح ديكورا مفروضا على الدول وشعوب العالم التائه (الثالث) كما فرض عليها تدمير سلاحها النووي وقبول كذا وكذا ..........لماذا تزاد نسبة تعيين الاناث في بلاد ملؤها البطالة التي وصلت حدا ينبىء بكوارث
للاسر واربابها!؟ لماذا يستكثر ان تكون نسبة الرجال في القوى العاملة اكثر من النساء في بلاد تنص قوانينها على ان المرأة غير مكلفة بإعالة نفسها؟!
لماذا لم يثر غضبك يا سيد حلمي بعد ان اصبحت مقررات مؤتمر بكين واتفاقية سيداو هي المرجعية لقوانيننا المتعلقة بالاسرة واصبحت شريعتنا رجعية وتخلفا وتآمرا على صانعات الاجيال والرجال ..!؟
كل ذلك وغيره من قوانين الاهوال ( نعم الاهوال) الشخصية مقبولة وتقدمية و............ اما ان يتطرق خطيب الى لباس المرأة المخالف للشرع فهو تقهقر ورجعية، وهناك الكثير الكثير مما يمكن قوله هنا ولكني اختصر فلتجر يا استاذ حلمي مقارنة بين ما يعقد باسم المرأة من مؤتمرات وندوات وورشات عمل وما يكتب من مقالات عن حقوقها وبين كلام بعض الخطباء عن لباسها ولتكن منصفا فمن هو الذي يعطي الموضوع اكثر مما يستحق من اهمية !!!؟؟ ولا تنسى الشتائم والسخائم التي توجه الى الرجل الشرقي واتهامه بالعقد والتخلف والرجعية والتآمر عى مكتسبات النساء وغيرته من انتصاراتهن أكل ذلك مقبول وتقدمي وتوجيه انتقاد الى سلوك خطأ عند النساء تقهقر ورجعية؟!
شكرًا أخي علي خليل شقرة على مداخلتك ولعل لي عودة لما أثرت من قضايا في يوم آخر إن شاء الله.
الدستور