ان قطار اكسبرس الشرق الاوسط السريع اصبح سائقه الربان بوتين روسيا وعلى الركاب المنتظرين في المحطة ركوبه او سيفوتهم القطار ولن يجدوا مكانا لهم في نهاية الطريق..
وقد ادركت ايران الامر وصعدت الى القطار الروسي بعد ان ادركت تراجع النفوذ الامريكي في المنطقة وزيادة النفوذ الروسي خاصة وان اهدافهم تلتقي سياسيا وعسكريا في سوريا والرغبة المشتركة في بقاء نظام الاسد , وقد يكون تعاون ايران مع روسيا ومنحها قواعد عسكرية على ترابه مؤشرا لتنفيذ اجندة عنصرية وعسكرية في المنطقة العربية ولا نستبعد ان تكون قد ابرمت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين مقدمة لتدخل عسكري في اليمن بشكل علني كما تدخلت سابقا في العراق واستولت على البلاد والعباد واصبح مصيره وقراره بايديهم كما هو الحال في سوريا وبحماية روسية مشروعة وتحت سمع وبصر امريكا التي اصبح حالها الرجل الهزيل والضعيف والتي باتت تأكل اصابعها ندما لعدم حسمها امور المنطقة ومشاكلها طالما كانت قادلرة قبل ان يتدخل الدب الروسي والتي كانت السبب الرئيسي في نشر الفوضى والدمار فيها، ولكن سبق السيف العذل بعد ان اصبحت روسيا الان والى اشعار اخر هي صاحبت القرار العسكري والسياسي الفاعل في المنطقة والمقرر الاساسي في اي مفاوضات دولية تجري بشأن سوريا او بشأن اي نزاع اخر في المنطقة وخاصة النزاع الفلسطيني الاسرائيلي , ومن هنا يأتي التخوف الاسرائيلي من التقارب الايراني الروسي والذي تعتبره اسرائيل خطرا عليها من ناحية ان تفرض عليها حلولا لا ترتضيها كالاعتراف بدولة فلسطينية على اراض الضفة الغربية وقطاع غزة والذي تبنته روسيا في الامم المتحدة وبقي معلقا لسنين طويلة بسبب التعنت الاسرائيلي والموقف الامريكي السلبي.
والحقيقة المجردة تقول ان اهداف روسيا بوتين ابعد من ذلك بكثير بل وابعد من نظرته الايديولوجية او نشر مبادئ الشيوعية في بلاد المسلمين لانه يعلم ضعف نجاحها في بلاد التوحيد, بل ان هدفه غير المعلن والذي نستنبطه هو هدف جيوستراتيجي بعد ان تم طرد مستشاريه وعساكره واغلقت قواعده من معظم الدول العربية كمصر والعراق ولم يبقى له موطىء قدم فيها , وفي هذا السياق ونكاية بالغرب وهو صراع القطبين القديم نراه قد عاد الى المنطقة عبر البوابة السورية ليعيد امجاد روسيا وعظمتها المترنحة سياسيا واقتصاديا , وقد اعتمد بوتين روسيا على استراتيجية متقدمة في هذا المجال فبعد أوكرانيا اندفع إلى الأمام، ليصبح التدخل في أوكرانيا وضم القرم حقيقة ناجزة، ويفرض على الغرب الجلوس معه بشأن اي قضية دولية كانت او اقليمية زمحاولة امتلاك مفاتيح حلها , ولذلك نراه يلتقي مع امريكا والغرب في دعم النظام السوري وخشيته من دعم الثورة السورية المعارضة للنظام من منطلق تخوفه من سيطرة الجماعات الاسلامية المتطرفة والتي سيئوثر انتصارها بدون شك على وجوده في المنطقة وقد يمتد تأثيرها الى داخل بلاده , ولذلك نجده يفرط في القوة حتى يفرض واقعا يمكته من فرض حل دبلوماسي , وعلى الارجح انه اصبح قاب قوسين او ادنى من ذلك بانتهاجه سياسة التواصل بين دول المنطقة ذات الشأن علاوة على التفاهمات الاسرائيلية نجده يقوم ببناء علاقات متميزة مع الخصوم الإقليميين الأساسيين إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا، وكذلك مع أطراف المعارضة السورية المعتدلة وغير المعتدلة , وهذا ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي برغبته الالتقاء بالمعارضة السورية والتباحث معهم في مستقبل سوريا.
فهل نحن نطل في القريب على مشهد المصالحة السورية السورية , واليمنية اليمنية والليبية الليبية والعراقية العراقية, والفلسطينية الاسرائيلية بحكم كونفدرالي ,
ان غدا لناظره قريب.