فلان يريد أن يخوض الإنتخابات لمصلحة الوطن وفلان قرر أن يعدل عن الترشح لمصلحة الوطن أيضا !!.
للوهلة الأولى يبدو أنه لخلو السباق الى مجلس النواب من شخصيات معروفة اثر سلبي على شكل المجلس المقبل , ولكنه ليس كذلك إذ ستأتي الإنتخابات بوجوه جديدة قد تنجح في تحسين الصورة التقليدية التي عرفت بها المجالس السابقة وهي لم تكن عظيمة .
عشية فتح باب التسجيل للإنتخابات النيابية كثرت بيانات لشخصيات معروفة ووازنة أنها عدلت عن الترشح للإنتخابات , واللافت أن ديباجة البيان تضع المصلحة الوطنية سببا لهذا العدول .
أتفق مع وزير التنمية السياسية في سرده للأسباب التي دفعت مثل هذه الشخصيات الى ترك السباق , من أن حساباتهم الإنتخابية قادتهم الى مثل هذا القرار , واضيف اليها , بأن هذه الإنتخابات ليست مثل سابقاتها , وأكثر صراحة , فإن عددا كبيرا من هؤلاء دأبوا على جس النبض قبيل كل انتخابات , فهم يرون بأن النجاح في الإنتخابات يعتمد على عناصر أخرى غير أصوات الناخبين , فمنهم من نجح بفضل تلك الروافع ليس أكثر , وغيابها وحياديتها يعني أنهم في المنازلة هم فقط في مواجهة ناخبيهم .
هذا دليل على أن الإنتخابات هذه المرة ستكون مختلفة من حيث الشكل والمضمون والأهم النزاهة, وغياب شخصيات كبيرة عن الساحة الإنتخابية كانت تجتازها فيما مضى بفضل الروافع إياها يعزز هذا الإتجاه .
التردد إذا لم يكن فقط في أوساط بعض السياسيين , المعروفين فقد تبعهم رجال أعمال وأصحاب رأي إقتصادي عقلاني , ما أفرغ الميدان من أسماء معروفة ما سينتج الى البرلمان اسماء غير معروفة ستكون تحت التجربة في الأداء والمواقف , وهو ما أشاع المخاوف من الا تتمكن الأسماء التي ستلمع فجأة في سماء السياسة والإقتصاد من تشكيل طبقة جديدة وقوية من القيادات.
الإنتخابات المقبلة تحمل كثيرا من المفاجآت , وأستطيع أن أقول إن قانون الإنتخاب نجح منذ الآن في تغيير قواعد اللعبة التي ستدفع الى الساحة قيادات برلمانية جديدة كليا.
لا أشارك في القلق من غياب العدد الكبير من الشخصيات المعروفة فهو غير مبرر , الا في حالة واحدة هو أن لا تنجب صناديق الإقتراع أفضل الخيارات مع أن التجديد السياسي والإجتماعي بات مطلوبا في هذه المرحلة الحرجة .
الراي