facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كوثراني: ابن خلدون وزريق والجابري وقعوا في فخ الأيدولوجيا


16-08-2016 04:22 PM

عمون – قدم المفكر اللبناني د. وجيه كوثراني معالجة لإشكالية العلاقة بين العنصر العلمي في المعرفة، وبين العنصر الأيدولوجي فيها.

وبين كوثراني، في محاضرة له في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان أول من أمس بعنوان "الأيديولوجي والمعرفي في الكتابة التاريخية العربية" قدمه خلالها للجمهور وأدار الحوار الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، أن كل معرفة تحمل في ثناياها بعدين: علمي وأيديولوجي، بما في ذلك الثورات العلمية لكوبرنيكوس وداروين وأينشتاين.

واستعرض كوثراني نماذج للاتجاهات المعرفية الكبرى التي انتظمت فيها الكتابة العربية الكلاسيكية؛ الحديث والأدب والفلسفة والسياسة.

ولفت المحاضر إلى أنه في مراحل الكتابة التاريخية العربية خلال القرون الثلاثة الأولى، غلب على الكتابة التاريخية العربية هم ذو أولوية، تمثّل بالاهتمام في الحديث وتحقيقه وغربلته، ما أدى إلى نشوء منهج معرفي (علمي) من خلال التقاء البعد الأيديولوجي الديني (الإيماني) مع الحرص (التوثيقي أو العلمي)، تمثل في منهج "الجرح والتعديل"، وهو منهج تجريبي برهاني يشبه في طرائقه "المنهجية التاريخية".

وبين أن المرحلة اللاحقة جاءت بعد توسع وازدهار الحضارة العربية، وتردي طريقة "الإسناد" التي أصبحت عاجزة عن أن تكون أداة معرفة ممكنة، لتحل مكانها الملاحظة والمراقبة من خلال الرحلة والتجربة والمعاينة، للتعبير عن معطيات التاريخ والمجتمع والحياة اليومية من خلال "الأدب"، مثل كتابات الجاحظ والأصفهاني والتوحيدي، لافتا إلى أن تلك الكتابات، ورغم اشتمالها على خليط من الأفكار والحكايات والأساطير، إلا أنها تمثل إطارا مرجعيا معرفيا، لمقاربة الأبعاد النفسية والسلوكية العميقة للبشر.

ومع ظهور فرق دينية ومذاهب فلسفية متصارعة، يقول كوثراني إنه كان لا بد من ظهور "الفلسفة" لمباحث تاريخية عن الملل والنحل وعلم العقائد. وهي معرفة تاريخية تدخل فيها مناظرات في مفهوم الزمان القديم والمحدث، والواحد والمتعدد، وصفات الله، والقدرة والإرادة، وغيرها.

ومع التطور التدريجي للمجتمع العربي، كان لا بد أن يظهر منحى آخر في الكتابة، وهو السياسة"، والتي ولدت من خلال بقائها هماً دائما للإنسان ككائن اجتماعي وسياسي، لذلك ظهرت كتابات كثيرة عن تجارب الأمم والملوك والأمراء، وعن الحروب والمعارك والسياسات وأساليب الحكم والعلاقة بين الحاكم والمحكوم.

وتناول المؤرخ في محاضرته ثلاث نماذج ليؤشر على هذه الإشكالية: ابن خلدون، قسطنطين زريق ومحمد عابد الجابري.

وعن ابن خلدون ومدى تفلته من وطأة الأيديولوجيا السائدة، رأى كوثراني أن ابن خلدون بقي ابن عصره، بما يحمله من إرث ثقافة الحديث والفقه، كما يبقى نتاج الخبرات السياسية العلمانية، ما يجعل من ثقافته "ثقافة الفقيه" في عصره، والتي تشده إلى الأيديولوجيا الأشعرية في العقيدة، وإلى البراغماتية السياسية على صعيد حاجة الدولة إلى الدين، ما يؤدي بالتالي إلى أن تعود الثقافة الفقهية لتضبط خطى المؤرخ والباحث وحدوده في تناول الظواهر المختلفة.

وفي قراءته لمحاولة قسطنطين زريق تصنيف الفكر التاريخي في أواخر خمسينيات القرن الماضي في كتابه "نحن والتاريخ"، يقرأ كوثراني التصنيفات الأربع لذلك الفكر، والتي تمثلت في: التيار التقليدي، أي الديني، والتيار القومي، والتيار الماركسي، وأخيرا التيار العلمي الوضعي.

ويبين المحاضر أن زريق تبنى الفلسفة الوضعية الكونتية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، غير أنه أهمل العديد من المناظرات الفكرية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، خصوصا سطوع مدرسة فرانكفورت في ألمانيا، ومدرسة البنيانية في قراءة النصوص التأسيسية للأعلام كقراءة ألتوسير لكتاب "رأس المال" وقراءة لاكان لفرويد وقراءة لفي ستراوس للخطاب الأنثروبولوجي والأنثولوجي، إضافة إلى نقد ليبرالية آرون ونقد سارتر للماركسية.

ولفت كوثراني، إلى أنه ورغم كل هذا الإنجاز العلمي المعرفي الذي عاصره قسطنطين زريق، إلا أنه لم يختر سوى التبشير بفلسفة العلم الوضعاني في الفكر التاريخي.

وعن صاحب "نقد العقل العربي"، رأى المحاضر أن محمد عابد الجابري يدعو إلى الفصل بين الأيديولوجي والعلمي، معتبرا أن الأيديولوجيا هي "بدائل حالمة" يقدمها مفكرون داخل نماذج معينة، ما يجعله يوجه نقده إلى السلفي والليبرالي والماركسي، على اعتبار أنهم يتعاملون مع نموذجهم أو مرجعيتهم من دون نقد، متوقعا فشلهم، رادا ذلك الفشل إلى غياب النقد.

ورجح كوثراني أن الجابري يفهم التاريخ على أنه "سرد وقائع"، وأن المؤرخ هو الراوي لهذه الوقائع، وضابط لما هو "صحيح" وما هو "خطأ" بعيار علم "الجرح والتعديل"، وأن معيار العلم عنده هو تجذر فكرة في خطاب ما، أو تراجع فكرة في خطاب آخر.

ولفت المحاضر إلى أن التاريخ العربي، خصوصا التاريخ الثقافي والفكري فيه، أكثر تعقيدا وتنوعا من تصور الجابري المحصور والمختزل في ثلاث بنى معرفية؛ البرهان والعرفان والبيان، وعندما يختزل تاريخية الفكر العربي في عصر تأسيسي واحد هو عصر "التدوين"، وفي بنى ثلاث تولدت عنه وبقيت ثابتة ومستقرة، فإنه بمثل هذا الاختزال يقع فريسة الايديولوجيا، ويكون داعية لتيار سياسي أحادي بامتياز.

ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان أسسها ويمولها البنك العربي منذ عام 1978 وأطلق عليها اسم مؤسس البنك، لتكون مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، الأدب والفنون، والتشغيل والإبداع.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :