الوحدة الاستثمارية بين العبث والتجميدحسن الشوبكي
02-09-2008 03:00 AM
من يذهب الى أن البلاد قطعت شوطا في الاصلاح الاقتصادي، عليه ان يلتفت من حوله ليرى حقيقة الامر في مؤسساتنا العامة والخاصة، ولعل الصورة اكثر قتامة عندما يتعلق الامر بأموال الشعب، اذ يختلط الشخصي بالمصلحي والمهني وينتج في الاخير حالة من الخراب والخسارة لا مسوغ لها الا في نفوس منفذيها من اعضاء مجالس الادارة الذين اصبحوا عبئا على المؤسسات والشعب بسبب ضعف قدراتهم ووصولهم الى مواقعهم بالمحسوبية والواسطة من جهة ومحاولتهم المساس بكل ما يحيط بهم واستغلال النفوذ لأهواء عائلية من جهة ثانية. عن أي اصلاح نتحدث ؟ ومحفظة الوحدة الاستثمارية التابعة للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي مجمدة منذ الخامس عشر من شهرتموز (يوليو) الماضي، ولا احد يأبه لذلك ، فسواء خسرت هذه المحفظة عشرات الملايين بسبب التجميد ام بقيت على حالها الاولى فأن احدا لا يكترث ، وفي مقابل ذلك ينتظر اعضاء في هيئة ادارة الوحدة الاستثمارية ان تنجلى الغمة وتتحقق لهم مطالبهم من خلال تعيين المزيد من ابنائهم في الوحدة الاستثمارية او الترويج لشخص غير مؤهل لقيادة ذراع حساسة في هذه الوحدة . بدون ان تتحقق المطالب الآنفة لبعض اعضاء هيئة ادارة الوحدة فإن المحفظة ستركن على الرف شهورا وربما سنوات، وهو ما يشير الى سلم اولويات مقلوب، اساسه مصلحة الابن المدلل الذي يجب - ولو بالقوة – ان يصل راتبه وهو حديث عهد بالعمل وليس لديه خبرات الى 2000 دينار شهريا وتغيب عن درجاته أي قيمة للمصلحة العامة وما يتعلق بها من خسارات وهدر لأموال الشعب . خلال بضعة ايام وقبل شهرين تقريبا ، بدأت ملامح عزلة بين اعضاء هيئة ادارة الوحدة الاستثمارية ورئيس الوحدة مفلح عقل ، انتهت الى قيام اعضاء الهيئة وفي غياب الرئيس خارج البلاد بتجميد اجراءات اتخذها عقل سابقا ، لكن أخطر ما انتجته اجتماعات اعدت على عجل من قبل اعضاء الهيئة يتركز في تجميد حركة البيع والشراء بشأن المحفظة الاستثمارية ..أي أعضاء هؤلاء الذين سعوا الى تعطيل الفرص وضياعها لمبلغ يناهز6.1 بليون دينار ، وتمكنوا من ذلك في ظل غياب شبه كامل للحكومة وسط استمرارهم بيع الرأي العام الوهم تلو الوهم ؟! للعلم أحد هؤلاء الاعضاء لا يؤمن بوجود المرأة ، وقال في أحد الاجتماعات " انا لا أستمع لرأي امرأة .. ولا تقنعني امرأة " . وفيما يطمح رئيس الوحدة - القادم من اقوى المؤسسات المصرفية – الى ان يصل حجم هذه المحفظة 9 بلايين دينار بعد خمس سنوات ، فان طموحه هذا يصبح بعيدا وصعب التحقق بسبب المضايقات والمناكفات وحتى المؤامرات التي تدار داخل أروقة " الضمان " اما لأسباب شخصية ونفعية بحتة ، او لهدف اعادة ضم الوحدة الاستثمارية لمؤسسة الضمان ووقف استقلالها ، وهي الوحدة التي شهدت ثلاث قيادات رغم صغر عمرها ، اذ بدأت بجواد حديد في 2003 ، ثم محمد عدينات بين عامي 2004 و2005 ، ثم انتقلت قيادتها الى مفلح عقل منذ عشرين نوفمبر في العام 2005 وحتى اليوم . اسئلة الاصلاح الاقتصادي يجب ان تبدأ بالسؤال عن مؤهلات من يجثمون على صدر معظم مؤسساتنا ، وتمر باسئلة عن طبيعة اعمالهم وحجم الابداع الذي قدم على ايديهم ومدى مساهمتهم في الفشل على المستويين الجمعي والفردي في كل مؤسسة .. وبعد الحصول على اجابات واقعية ومقنعة لا تجميل فيها ، يمكننا البدء من جديد لبناء مؤسساتنا بعيدا عن ابن المسؤول هذا او ذاك ! حدثني الراحل الكبير شيخ المصرفيين العرب عبدالمجيد شومان ذات لقاء صحافي عن ثقته بمفلح عقل ، وقال لي وقتها " انه رجل يؤتمن على ما هو أكبر من البنك العربي ، انه يؤتمن على اقتصاد بأكمله " كان هذا في اكبر مؤسسة مصرفية عربية ومنذ نحو عقد ، اما اليوم فإن عقل يناور في القطاع العام ويواجه كما واجه غيره حسرات وخيبات ومناكفات لا علاقة للمصلحة العامة بها ، رغم ان المحفظة الاستثمارية اديرت في عهده بطريقة حصيفة وزادت بما يفوق بليوني دينار . يجب ان لا تواصل الحكومة التفرج على هذا المشهد الرديء ، فالاموال التي ضخت الحياة الى محفظة الوحدة هي أموال الشعب ، ويجب عدم السكوت على تجميدها او الاضرار بها بصرف النظر عن حجم واسم من يقف وراء هذا المشهد ! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة