الحضارة او المدنية ليست كلمة تقال او لافتة يتجمل بها, انما هي سلوك راق له اثره على المستوى الفردي والمجتمعي.
التقدم لا يحتاج امكانات مادية خارقة او قدرات بشرية ساحقة، وتجارب الآخرين أكبر دليل.
المعرفة هي الادراك الحقيقي وفهم الحقائق أو اكتشاف المعلومة عن طريق التجربة،اومن خلال التأمل في طبيعة الاشياء وتأمل النفس,او من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين وقراءة استنتاجاتهم.
المعرفة مرتبطة بالبديهية والبحث لاكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات .
المعرفة هي الخبرات والمهارات المكتسبة من خلال التجربة او التعليم للفهم النظري او العملي لموضوع معين .,وهو مجموع ما هو معروف في مجال معين، كما هي الحقائق والمعلومات والوعي او الخبرة التي اكتسبت من الواقع او من القراءة والمناقشة.
المناقشات الفلسفية في بداية التاريخ مع افلاطون، لصياغة المعرفة بانها الايمان الحقيقي المبرر.
هي وصف لحالة او عملية لبعض الجوانب الحياتية بالنسبة لاشخاص او مجموعات مستعدة لها.
هي ثمرة التقابل والاتصال بين الذات المدركة وموضوع مدرك.
انها تتميز عن باقي معطيات الشعور من حيث انها تقوم في آن واحد على التقابل والاتحاد والتوثيق بين هذين الطرفين.
كذلك يمكن التوصل للبعد المعرفي في حالة دراسة الانسان والطبيعة والآله.
المعرفة اوسع حدودا ومدلولا من العلم، وتتضمن المعرفة معارف علمية وغير علمية، وتقوم المقارنة بين النوعين على اساس قواعد المنهج واساليب التفكير التي تتبع في تحصيل المعارف.
هي معرفة حسية ومعرفة فلسفية تعتمد على التفكير ومعرفة علمية تجريدية, والمتعارف عليه ارتباطها مع المعلومات والتعليم والاتصال والتنمية .
تعيش الامم حاليا عصر المعلوماتية, فالتقدم الكاسح في تكنولوجيا المعلومات قد ينقل البشرية نقلة نوعية، يتضاءل امامها ما جرى عبر مراحل التاريخ المختلفة, حتى ان هناك من يرى ان التقدم العلمي في الخمسين سنة الاخيرة، يفوق التقدم العلمي في الخمسمائة سنة السابقة، لذلك اصبحت حيازة المعلومات هي مصدر قوة في حد ذاتها،ومبعث أمل وقدرة على التعامل مع الآخر .
الصراع العالمي في هذا العصر ليس صراع حروب وجيوش وسلاح فحسب،بل هو صراع عقول في مباراة مفتوحة،ساحتها فكرية ثقافية, وأداؤها هو البحث العلمي بكل امكاناته المتفوقة وانجازاته التي تحققت في عالم اليوم.
لذلك فان مع يعلم اكثر هو الاقوى،ومن يعرف قبل غيره هو الافضل وهو الذي يسيطر وينجح .
لقد اصبحت التطورات العلمية في المجالات المختلفة سريعة، لدرجة ان بعض الاختراعات لا تجد طريقها للتطبيق،لان سرعة الاختراع والتطوير على المستوى العلمي،تسبق سرعة التنفيذ والتطبيق،وبذلك اصبحت الشركات عابرة القارات تلهث وراء جموع العلماء والمخترعين من عباقرة العصر وخبرائه في المجالات المختلفة .
أما نحن في العالم العربي فان نصيبنا في عالم المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات لا يزال متواضعا اذا قارنا انفسنا بالدول المتقدمة،حيث نحن ندخل المجالات متأخرين، ونكتشف الحقيقة بعد ضياع الفرصة،وكذلك قدرتنا على استثمار ما نشهده تاتي بعد فوات الاوان.
نلاحظ ان الهند مثلا قد اقتحمت عالم البرمجيات وحققت عشرات المليارات من الدولارات في ذلك المجال سنويا،بينما نحن لدينا الملايين من المتعلمين ولم نحقق الكثير كما يحققه غيرنا.
ان القدرة على التحليق في سماوات التقدم العلمي كفيلة بان تجعل حياتنا افضل بكثير مما هو عليه الان،فلقد تضاءل اسهامنا في حياة العصر ولم يعد شيئا مذكورا،كما لم نعد قادرين على التقاط المعلومة في الوقت المناسب ولا التسلح بالمعرفة من اجل المستقبل.
لقد اسهم العرب في بناء الحضارات ومزج الثقافات واحترام المعرفة،ولديهم الآن القدرة على بناء المستقبل وتشييد الدعائم القوية التي تشدهم للامام،وتخرجهم من ضباب التردد وغيبوبة العمل الجاد الذي يغرقهم في المستنقعات ويشدهم للخلف والتراجع،ويبعدهم عن مساعدة مخططي التقسيم وتدمير الامة ونهب خيراتها .
التعليم هو بوابة العصر والطريق الآمن نحو المستقبل،كما كان اجدادنا يتحدثون عن وحدة نظرية المعرفة، وكانوا يدركون ان وسائل المعرفة تتحرك كالاواني المستطرقة، بحيث يصب في كل فروعها وتخصصاتها.
الرؤية الشاملة تعتمد على وحدة نظرية المعرفة ودروبها المتعددة ومسالكها المختلفة.
ان التقدم التقني المذهل قد احدث انقلابا كبيرا في عالم المعلومات والمعرفة، وقبلهما التعليم، لأن ادوات العصر قد تغيرت واساليب التفكير قد تقدمت،بل ان صناعة الذكاء اصبحت حقيقة لا نجادل بها ولا نعترض عليها،فالموهبة لا تقف وحدها ولكن التدريب العقلي والمران الفكري هما اسلوبان عصريان لحيازة الخبرة القائمة على المعرفة السليمة.
الانسان ابن عصره ووجود خلفية شاملة لديه هو امر مهم لتشكيل مستقبله وتحديد مساره.
الطريق طويل وحافل بالنتوءات والمطبات والمستنقعات،لذلك فان التدريب سمة من سمات العصر، وكل خبرة قابلة للاكتساب والتجربة هي صانعة القدرة مهما كان مستوى التعليم ومهما كانت درجة المعرفة.
التزاوج بين الفكر والعلم هو المفتاح الجديد لنظرية المعرفة بكل ابعادها الجديدة واعماقها التي نشأت عن تراكم العقل الانساني واستكشافاته واختراعاته .
نجد ان القوة النابعة عن المعرفة لا يمكن فصلها عن معرفة القوة,وتقترن بالعلوم والعلم التجريبي والثقافة.
تهتم الدول المتقدمة بالتعلم والمعرفة وتسخر مواردها لأنشاء مؤسسات للبحث والتطوير لضمان التقدم، حيث المنافسة شديدة على اكتساب الزبائن لبيع المنتجات والصناعات الجيدة،نتيجة الابتكار والجودة التي لا تضاهى الابالعلم والمعرفة.