facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




فـي الحــوار مـع المــلك


محمد حسن التل
15-08-2016 03:38 AM

على امتداد ساعة كاملة كنت صباح أمس استمع لجلالة الملك عبدالله الثاني في حوار خاص مع جلالته للدستور، وكعادة الملك كان صافي الذهن والفكر، ثابتًا في مواقفه من كلِّ القضايا الوطنية والقومية والدولية، والأولوية لديه لم تتغير أبدًا، وهي معيشة المواطن الأردني الكريمة وأمنه أينما كان، والشباب في المقدمة، لأنهم كما يراهم جلالته المخزون الأساس في البناء الوطني المتميز، وهم عتاد المستقبل. وكعادته أيضًا يقطع جلالة الملك الشك باليقين الثابت، إزاء أي قضية وطنية، وتأكيده اليوم عبر الدستور أن الانتخابات النيابية في موعدها والمسيرة الإصلاحية لن تتوقف، قطع على الكثيرين محاولات التشكيك في هذا الموعد الدستوري، الذي يعتبره جلالة الملك مُقدسًا لا يمكن تجاوزه، حيث يرى أن الانتخابات المقبلة ستكون بناءً جديدًا على طريق الإصلاح الشامل، الذي التقى الملك وشعبه على برنامجه الوطني الجامع، حيث لا رجعة عن هذا الطريق خدمة لمستقبل الأجيال، ومستقبل الدولة الأردنية، التي باتت انموذجًا ليس في المنطقة فحسب بل على مساحة العالم بفضل حركة جلالة الملك الدؤوبة، وحمله الصورة المُشرقة للأردن، وهذا يستوجب منا جميعًا أن نكون خلف جلالته صفًا متينًا بعيدًا عن الصغائر والتناحر ووضع العصا في الدواليب، بمحاولات بائسة من قبل البعض لتعطيل مسيرتنا الكبيرة نحو مُستقبل مشرف نأمن به - بإذن الله تعالى - على أجيالنا الحاضرة والقادمة.
إن ما يميز الانتخابات النيابية لهذا العام كما قال جلالته هو أنها تشهد أكبر عدد ممن يحق لهم الانتخاب في تاريخ المملكة، وهذا يشكل دفعة قوية وفرصة تاريخية لدفع عجلة الإصلاح، حيث أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من المواطن نفسه لحظة اتخاذه قرار المشاركة في الانتخابات النيابية، واختيار المرشح الكفؤ ليمثله في البرلمان.
على المستوى الأمني، وموضوع الإرهاب الذي يضرب العالم يجد المُستمع لجلالة الملك أن جلالته حاسمٌ في هذا الموضوع، ويطالب الجميع في العالم أن يفصل بين الإرهاب والإسلام، وأن عصابات الإجرام والغدر التي تلبس عباءة الإسلام ظلمًا وزورًا هي العدو الأول للإنسانية، وفي المقدمة المسلمين أنفسهم، فهذه الأمة مُستهدفة من هذا الإرهاب الأسود حيث أن المسجد النبوي الشريف نفسه في المدينة المنورة لم يسلم من غدرهم، وهذه الحادثة كانت أكبر إشارة إلى أن الإسلام مُستهدف قبل أي جهة من هذا الإرهاب.
وعندما يصل الحديث إلى تضحيات الجيش العربي، قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، تجد عيني جلالة الملك وقد ظهرت عليهما لمعة الحزم والقوة، حيث يعتبر المساس بهذه المؤسسات الوطنية الكبرى جريمة تستوجب العقاب الشديد، فرجال القوات المسلحة بالنسبة لجلالته ومعهم إخوتهم في الأجهزة الأمنية هم سياج الوطن وحماته في الداخل والخارج، وهنا لا بد من التأكيد أن المعركة مع التطرف والإرهاب يجب ألاّ تقع فقط على كاهل هذه المؤسسات العسكرية، بل علينا جميعًا، كما يطالب جلالة الملك، بمختلف مؤسساتنا ومنابرنا الإعلامية والدينية والتعليمية والاجتماعية أن نكون جزءًا فعالًا في المعركة ضد من يريد ليس فقط بالأمة بل بالإنسانية كلها الدمار والخراب.
بالنسبة للمسألة السورية، مازال الملك يقف في نفس الدائرة التي اختارها للأردن إزاء هذه القضية منذ أن انطلقت شرارتها الأولى، وهي أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة في سوريا، الذي تتوافق عليه كلّ الأطراف السورية. والأردن كما هو معروف للقاصي والداني قدّم للأشقاء السوريين الذين لجأوا إليه ما عجزت عن تقديمه دول كبرى، ولا يستطيع أحد المزاودة على الدور الإنساني الذي يقوم به الأردن في هذا الاتجاه. وعندما يفاخر الملك العالم بمواقف أبناء الشعب الأردني الذين فتحوا أبواب بيوتهم لأشقائهم السوريين نيابة عن كل العالم، فإننا كما قال الملك نؤكّد أننا في الأردن قد وصلنا إلى الحد الأقصى في التحمّل، وأن على العالم أن يتحرّك لإزاحة جزءٍ من هذا العبء الكبير عن الأردن.
فلسطين والقدس، في عين الملك، على امتداد السنين، فالملك يحمل هذا الملف أينما ذهب في أرجاء العالم، لأنه السند الحقيقي للشعب الفلسطيني، وقضية فلسطين بالنسبة للأردن وللملك القضية الأولى، وهي مصلحة أردنية عليا، كما صرّح جلالته من على أكثر من منبر عالمي. والقدس في عين الملك وقلبه، وهو صاحب الوصاية عليها، بما تحويه من مقدسات إسلامية ومسيحية، وهي على رأس أولويات جلالته، وهو على اشتباك يومي مع ملف الاعتداءات الإسرائيلية المُتكررة عليها، ويقف بحزمٍ ضد محاولات إسرائيل تقسيم الزمان والمكان في المسجد الأقصى والحرم الشريف، لأن المسجد الأقصى في عرف الملك لا يقبل الشراكة ولا التقسيم.

ساعة تمر عليك، وأنت تستمع وتحاور جلالة الملك، حول مختلف القضايا، وتجد نفسك أمام حالة سياسية فريدة في المنطقة، بل وفي العالم، فمما ندر في هذا الزمن العاصف أن تجد قائدًا يحمل كلَّ هذه الملفات الضخمة والمُتشابكة، بصدر واسع، وبذهن مُنفتح، وبتفكير متزن، لا يكل ولا يمل من العمل... ولكنني وجدته أمس ولمسته واقعًا متجسدًا في جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :