مصطفى أبو رمان يعتذر عن الترشح
13-08-2016 08:01 PM
عمون - أعلن مصطفى توفيق أبو رمان عدم ترشحه للانتخابات النيابية 2016، عن محافظة البلقاء.
وبرر أبو رمان عدم ترشحه بأسباب عامة، اهمها الحفاظ على وحدة العشيرة، التي سعى أن تستقر على مرشح واحد.
هذا بيانٌ للناس
الأهل والأصدقاء والأحبة..
أبناء عشيرة الرمامنة..
أبناء عشيرتي الأكبر الممتدة على كامل مساحة الوطن..
الناس أجمعين..
أسعد الله أوقاتكم جميعها بكل خير ومسرّات وسداد ورشاد..
أحييكم بتحية الإسلام.. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما بعد،،
فإني، وبعد مراجعة عميقة، ومشاورات وحوارات طويلة مع والدي الشيخ توفيق مصطفى أبو رمان، أطال الله في عمره، ومع باقي أسرتي، ومع أهلٍ وأحبةٍ وأصدقاءٍ أجلّهم وأثق بهم وبرجاحة عقولهم، وبعد التوكل على الله عز وجل، قررت عدم ترشيح نفسي لانتخابات الدورة المقبلة من مجلس النواب.. علماً أن وراء قراري النهائي هذا الأسباب الآتية:
أولاً: وحدة العشيرة التي لم يستقر قرارها على مرشح واحد. ويعلم الله أنني حاولت جهدي للوصول إلى لحظة إجماع تعكس روح المودة والتعاضد بين أبناء عشيرتنا، وعرضتُ، ومنذ البداية أن أكون أول المنسحبين لصالح الإجماع، إن كان من نيّة حقيقية صادقة للوصول إلى هذا الإجماع، وإلى خروجنا لأهالي السلط وأبناء الأردن قاطبة موحدين متفقين متماسكين كالبنيان المرصوص يسند بعضه بعضاً. لكن أطراف بعينها داخل جسد العشيرة حالت دون تحقق هذا الإجماع، وظلت، للأسف الشديد، تعمل ليل نهار ضد وحدة أبناء العشيرة، وتطعن ظهر مساعي الوحدة والإجماع بـ(أسافين) وألاعيب أترفع أنا شخصياً عن ذكرها، كما أترفع عن التعامل معها والقبول بها، وأنا ابن رجل فاضل يشهد له القاصي والداني، صاحب أيادٍ بيضاء وقيم راسخة، علّمنا كيف نكون رجالاً حقيقيين، ربّانا على (السوادي) وأرضعنا مع حليب الأمهات قيم الشرف والنبل والشهامة والكرامة، ومن أجل كل هذا وذاك، وليبقى قدره قبل قدرنا عالياً رفيعاً ومصاناً، فإني أختار الانسحاب على الدخول في ألعاب بهلوانية لا قبل لي بها.
ثانياً: إنني بعدولي عن قرار الترشح أعلن موقفاً واضحاً صريحاً وشجاعاً من قانون الانتخابات الجديد، وهو القانون الذي أرى أنه لا يحقق المساعي الملكية الكريمة، إذ أن تعليمات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين كانت واضحة جلية بسنّ قانون عصري ديمقراطي يلغي فكرة الصوت الواحد، فجاء هذا القانون (الهجين) الذي بظاهره ليس قانون صوت واحد، وبباطنه أرى أنه لم يخرج من عباءة الصوت الواحد، ولكن مع بعض التجميلات والاكسسوارات التي لا تغير الحقيقة ولكنها تخفيها عن أعين غير المبصرين.
ثالثاً: من الأسباب الرئيسية التي جعلتني أتخذ قراري بعدم ترشيح نفسي، هي بقاء نسبة كبيرة من أبناء بلدي في موقف المتشكك من نزاهة الانتخابات، وعدم ثقتهم (تاريخياً) بنتائجها، وعدم تصديقهم أن تغييراً جذرياً قد تحقق في آليات الانتخابات في بلدنا، وفي تفاصيلها وقوانينها ودهاليزها وشوارعها الخلفية.
رابعاً: أعلن عدم ترشيحي لنفسي طالما أن ثقافة بيع الذمم وشراء الأصوات ما تزال سائدة وموجودة، أنكرها من أنكرها، ونفاها من نفاها، إلا أنها ما تزال راسخة مثل (المدماك) الثقيل لا تتزحزح، وهي ثقافة موجودة، للأسف الشديد، عند المرشح بالقدر نفسه الموجودة فيه عند الناخب.
خامساً: لن أرشح نفسي لمجلس يرتبط في كثير من تفاصيله، ومن الجالسين تحت قبّته، بمسموعية سيئة، باتت ملتصقة فيه، ومصاحبة له في جلساته وقراراته وقصصه وحكاياته. ولا أكشف سرّاً عندما أقول إن بعض الذين وصلوا القبّة عن طريق التزوير أقسموا أغلظ الأيمان أنهم سيصلون بالطريقة نفسها التي وصلوا فيها من قبل (مراراً) إلى هناك.
سادساً: أخيراً وليس آخراً، فإن مسيرة الوالد المباركة وإنجازاته الناصعة، تفرض عليّ التمسك بالأدب الكبير الأصيل، ورفض التطاول والإساءة، وإدارة الظهر لأي طريقة تعامل تفتقد لأدبيات التواصل مع الآخرين وأصوله وأعرافه. وتجعلني أنسحب من قائمة محددة محدودة مع احترامي الكبير لكل واحد فيها، وأنضم لمجاميع الناخبين، وألتحق بأبناء الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. مسيرة والدي وإنجازاته تفرض عليّ أن أختار الأفضل، وها أنا أفعل وأنسحب لصالح هذا الأفضل، والخيرة، من قبل ومن بعد، فيما اختاره الله، هو الموفق، وهو وليّنا ووليّ الصابرين في الحياة وفي الممات.
وفقنا الله وإياكم لما فيه مرضاته جلّ في علاه، ولما فيه مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مصطفى توفيق أبو رمان