دولة الرئيس اوقف هذا النزف
د. ناجح الزواهرة
13-08-2016 06:02 PM
إن ما تعيشه وزارة التربية في عهد هذا الوزير من تخبط وعشوائية القرارات غير المسبوقة وغير المسؤولة لا ينذر بالخير فمنذ تسلمه لحقيبة التربية وهو يتصرف وكأنه الملهم في كل شيء مع أن التربية في أي دولة تنطلق من فلسفة اساسها البحث والدراسة والتشاركية والايمان بالآخر إلا أنه ضرب عرض الحائط بكل ما يمت إلى هذه القيم بصلة، فأكثر ما يميزه هو أن قراراته تفتقر إلى النضج والدراسة وتفوح منها رائحة العدائية.
كما انه يبدع في التناقض والمغالطات، وما دفعني للحديث والخروج عن صمتي هو احساسي بالاخطار التي ستترتب على استمراره في هذا الغي وعدم ادراكه للتبعات المترتبة على تبنيه للسياسات التي تفوح منها رائحة النرجسية، إن ما يقوم به وما يسلكة تجاه الطلبة يؤسس لبيئة حاضنة لكل اشكال التطرف والانحراف والغلو. ونظراً لعدم إدراكه للدور الذي كان يجب أن يضطلع فيه أطلق سحابة من التصريحات التي لا تخدم الوطن من خلال استخفافة بالتعليم في دول الجوار، وهذا يشير إلى الغياب المطلق للحس الوطني العالي الذي يفتقر إليه معاليه وعدم إبداءه أي حرص على تدعيم علاقات الاردن بالاشقاء مع العلم أن هذه الدول تنفق مبالغ طائلة للارتقاء بالعملية التربوية، لقد وصلت نزعته الاصلاحية لدرجة أنه يهيىء لنفسه أنه ابرز رواد نظرية الاختزال، حيث اصر على أن يبدأ بتجويد التعليم من خلال 5% وهي نسبة المقاعد التي يتنافس عليها ابناء المغتربين في الجامعات الاردنية الحكومية متناسياً ضرورة أن يبدأ تصحيح المسار من القاعدة وينتهي بالجزء.
فالحال التي تعيشها مدراسنا الحكومية في عهده مزرية فالتسيب واللامبالاة وتفشي العديد من الظواهر الخطيرة هي عناوين للحالة التربوية، ومع اننا نؤمن أن هذه الحالة ليست مسؤوليته لوحده إلا انه من حقنا أن نطرح التساؤل التالي على معالية وهو أين برامجك الوقائية والعلاجية ودراساتك لتشخيص المشاكل ووضع الخطط العلاجية لإنقاذ العملية التربوية؟ سؤال برسم الإجابة، وما نلمسه من خلال تتبعنا لمعاليه أنه مبدع في استصدار القرارات الارتجالية التي تفتقر للعمق التربوي والوطني.
والمؤلم في هذا المقام ايضاً هو أن تخليه عن القرار بعد يوم أو يومين يكون بسرعة الضوء وهذا ينم عن غياب التشاركية والمؤسسية وانعدام الروح القيادية التي يفتقر لها معاليه، معاليك دعني اوجه سؤالاً اخر وهو من سيتحمل الضرر النفسي والمادي الذي لحق فينا جراء قراراتك العشوائية؟
فمنذ نهاية شهر آب 2015 ادخلتنا نحن المغتربين وابناءنا في دوامة لم نعرف فيها للحياة اي طعم مع انك لو ادركت قيمة هذه الشريحة وما تقدمه للاردن لدفعت من دمك الثمن ولكن هيهات، لقد بدأت مسلسل قراراتك حيث القرار تلو القرار إلى أن انتهى بك المطاف لممارسة قتل الرحمة لنا ولابناءنا، دولة الرئيس ما عرفناه عنك من وطنية وايمان بالمؤسسية والتشاركية والشفافية ودولة القانون والمؤسسات ومن خلال ممارستك لعملك في المواقع القيادية في الجامعة العربية وفي الاردن دفعنا أن نطلب منك دون خجل أو وجل بايقاف معاناة ابناءك المغتربين في المملكة العربية السعودية الشقيقة.