كان رفيقي ولعدة أيام من الأسبوع الماضي كتاب :( العرب وتاريخ المسيحية ) لــ فكتور سحاب وهو كاتب عروبي لبناني مسيحي معروف , والكتاب بعد قراءتي المتمهلة له هو دعوة لكل عربي مهما كان دينه ومهما كان مذهبه يقول: بأن العروبة كانت قبل الإسلام وقبل المسيحية وقبل اليهودية أو الوثنية أو أي دين ومذهب آخر !...
ويرى الكاتب :أن غزو اسرائيل للبنان العام 1982 جاء بدعويين , أولاهما :تسويق العدو الإسرائيلي غزوه هذا أمام العالم بحجة الدفاع عن الذات.., أما الدعوة الثانية: فكانت لتسويغ تحالفها مع الفريق اللبناني المناهض للعروبة وتحالفه معها.... لقد قالت اسرائيل في دعواها هذه: انها قادمة لحماية مسيحيي لبنان..! وما جرى كان على عكس ذلك فبسبب هذا الغزو الإسرائيلي حلّ بالمسيحيين في لبنان من الكوارث ما لم يحل لهم في عصور سابقة طويلة !...
ويرى الكاتب: بأن الحقن الإعلامي المواظب وتشويه الحقيقة والوعي التاريخي من ضمير الناس في لبنان لم يوقف أعداء العروبة بعد عملية الإجتياح الإسرائيلي العام 1982 وقبلها في استمرار المؤامرة المعتمدة إعتماداً كبيراً على إقناع الناس بأن المسيحية العربية نقيض العروبة والإسلام وبأن (الحماية)... تأتي من الغرب وأداوته المعروفة....!
ويرى الكاتب أن التناقض الذي( اخترعه الغرب ) بين العروبة والمسيحية العربية ليس من صنع الناقد التاريخي المنصف بل من نتاج مؤسسات الدعاية السياسية الغربية وأخواتها , والحقيقة أن المسيحية العربية نشأت في كنف العروبة ونمت فيها أيضاً.
ويخلص الكاتب: الى أن ما يجري اليوم حول جزيرة العرب وعلى جانبيها من الحبشة الى مصر والسودان وعدن والعراق والخليج العربي إضافة الى القواعد العسكرية والمعاهدات والحروب القديمة والجديدة و(اختراع إسرائيل وكذلك اختراع الشعب اليهودي) و( اختراع دول وشعوب ) أخرى في المنطقة... مثل ذلك تماماً كان يحدث قبل أكثر من ألفي عام في منطقتنا العربية وبهدف الحصول على سلع ثمينة يحتاجها القاطنون على الشواطئ الشمالية للبحر المتوسط من شعوب أوروبا ومنها الفلفل والبهارات والبخور والحرير.. حيث كان الرطل من الفلفل يعادل رطلاً من الذهب.. اليوم النفط.. وبالأمس الفُلفل..صراع قديم جديد..
الراي