اعلن انني المواطن(جبر ) عربي ، والعمر: تقدير سن، والمؤهل: دكتوراة فخرية في "الحمص والفول " من مطعم يملكه السوربون ، وبتخصص فرعي: بنشرجي، والهواية، جهاد "النكاج " ، وصديق للانسان منذ ما يقرب الـ 6000 عام

أعلن: عدم قدرتي على مواصلة القيام بمهامي وفي كلمة متلفزة قلت :"أشعر بالقلق من صعوبة قيامي بمهامي كرمز "، وعلى الامة إدخال تعديلات كي اتمكن من ممارسة حياتي كمواطن وليس كرمز ..

كعادتي ، أجلس على أرضية غرفتي، ومنفضة السجائر على طاولتي تغازل قهوتي، وتداعب مؤخرة سيجارتي ، عيناي جاحظتان في شاشة التلفاز ، أحاول أن أسمع التقرير المصور، وبحركات لا ارادية تماماً كما كانت جدتي تفعل حين تتابع نشرة الأخبار، تلفازي بدون مكبر صوت ، لا أحتاجها فأنا فقط أتابع نشرة الأخبار كي أراقب مذيعة النشرة الحسناء ، وحلم يقظتي يقول لي بأنها تغازلني، وتراودني عن نفسها وأنظم لها أبياتاً ، وانتظر ان تقد قميصي من دبر ثم أحتسي قهوتي..

يلاحقني طيف مذيعة نشرة الأخبار ببذلتها المنمقة، وربطة عنقها الجميلة، وابتسامة رقيقة، وهي تتهيا لقراءة خبر حول اعلان تقاعدي من الخدمة "كرمز" – احد رموز الامة – وقرأت الخبر : أن الآلاف قد قتلوا، وآلافا شردوا، والآلاف الاخرى تفكر بالاختيار بين القتل او التشرد او الموت من اجلي ثم اعلنت المذيعة : أن بذلة الرمز لم تسقط ارضا ..! مازال ممسكا بزمام الامور .. ربما هو حب الناس للبقاء؟!

قررت أن أرحل واتنازل عن كبريائي ، ورفعت يافطة أنا راحل، وعلقتها على الشارع وفي الحي ، وفي سيارة اجرة ، وفي مجمع المدينة وعلى موسيقى موجز الاخبار ، وعلى خبر عاجل لم يات بعد..

ثم اعلنت المذيعة الشقراء: أحدهم رحل دون سابق انذار، ويظّن الجميع بأنه نتيجة عمل ارهابي،بسبب ؛ أنه عاطل عن - العمل - ويحمل حقيبة سفر، ومجموعة اوراق، ونوايا غير حسنة .

ابتسمت المذيعة واعلنت :غدا عيد الأضحى، وتحدثت عن الترتيبات، وعن احصائيات محتملة لاعداد الخراف التي ستراق دماؤها صبيحته !، انتفضت وقلت :غادري ذاكرتي الآن لا أحب الثرثرة وتعالي كأضحية......!!

ايها الناس ؛ارجوكم ، أسقطوني او ارحلوا !!
الانباط