عمون – محمد الخوالدة - " انت تريد وانا اريد ، لكن الله سبحانه يفعل مايريد" ينطبق هذا القول على ماحدث للمواطن الكركي ( س.س.م) الذي تزوج ثلاث مرات على مدى خمس سنوات بدافع الانجاب ، فهو وحيد امه وابيه بعد ان حالت اسباب صحية دون ان تنجب الام مولودا اخر ، وكعادة مجتمعنا "ان الاولاد عزوه تسند الظهر" فقد كان موضوع "الخلف" هاجس الوالدة التي ارادت ان تشبع رغبتها في رؤية اطفال وحيدها يكبرون امام ناظريها فقد ترك توقفها عن الولادة بغير ارادتها اثرا نفسيا لم تستطع الفكاك منه .
كبرالصغير وكبر معه عاما بعدعام اصرار الام على تحقيق حلم حياتها ، بادرت بمباركة ابيه الوحيد الذي يدرك حالتها النفسية الى تزويج الوحيد مذ بلغ سن الزواج ، حالة رضي بها الوحيد الذي لم يشـأ ان يغضب امه وهو الذي يعلم حساسية الحالة بالنسبة لها .
لم تحقق اولى الزيجات رغبة الام الدفينة ، الوحيد لم ينجب ، لاموانع طبية من كلا الزوجين ، رضيت الزوجة وهي ابنة اخت ام الوحيد بدخول "ضرة" عليها ، تزوج الوحيد ثانية بعد عامين ، بمرور ثلاثة اعوام تكرر المشهد فلا "خلفة" ولا انجاب فلاموانع طبية لدى ألطرفين ايضا .
لم يلغ عناد القدر فكرة "الخلفة والاولاد" لدى ام الوحيد ، بل ازدادت تمسكا بها، لم يرق الزواج الثالث للزوجة الثانية ، طلبت الطلاق ، كان لها ذلك ، حالة اسرة الوحيد المادية ميسورة فحصلت الزوجة المطلقة على كامل "حقوقها ومستحقاتها" الشرعية .
كانت الزيجة الثالثة ، ظل الحال ذاته وايضا لاموانع طبية ، تملك اليأس ام الوحيد ، بدأت رغبتها الدفينة بالتلاشي ، مرت ثلاثة اعوام ونيف لتحدث المفاجأة ، الزوجة الاولى حامل ، انجبت مولودا ذكرا ، عام مر ، الزوجة الاخرى حامل كانت الام شغوفة بمولود ذكر اخر ، مرت اشهر عدتها ام الوحيد بثوانيها ودقائقها ، سعادة لاتوصف زف طبيب الاسرة بشرى الحمل بمولود ذكر ايضا .
تحققت رغبة ام الوحيد ، فرحة لم تسعها ، لم تكن تعلم مايخبؤه القدر لها ، قال القدر كلمته ، مرض عضال فاجأ ام الوحيد ، عاجلها الموت قبل ان تعيش الحلم حقيقة فترى اطفال الوحيد "يتنططون " حولها ليصدق فيها القول " انا اريد وانت تريد والله يفعل مايريد" .