خاتم .. وزوج نظارات ..احمد حسن الزعبي
11-08-2016 12:58 AM
عند سقوط بغداد وبعد مرور أول دبابة أمريكية فوق الجسر، بدأ ثلة من الجنود بضعون علم العمّ سام على وجه المرحلة المقبلة..شاعت الفوضى ، وما زلت أذكر تطاير الأوراق، علامات الطلاب، شهادات التخرج، كشوف العلامات ، جداول الامتحانات عالياً في ساحة الجامعة المستنصرية، وكيف بدأت عمليات النهب تطال كل شيء المقاعد الكراسي الألواح الخشبية المراوح مكيّفات «الويندو»، لقد تمت سرقة كل شيء الا الكتب..فهذه ليست مرحلة ثقافة وكتب وإنما مرحلة «مغولية» يحترق فيها الحرف وتتصاعد الفكرة مع تصاعد الدخان من نوافذ المكتبات وإلقاء كتب العلوم في النهر لتتحلل مع فضلات المصانع ومخلفات البيوت ويصبح الحبر الأنيق لاجئاً على طحالب الزمن..في خضم كل هذه الصور التي لم ولن أنساها مع سقوط بغداد الثاني على يد المغول الجدد ، ما زالت صورة الطفل الذي خرج من دائرة حكومية منهوبة بعد أن سبقه الناهبون وأخذوا كل ما يمكن أخذه ، لم يجد سوى مزهرية صغيرة مهملة فأخذها وصار يرقص بها أمام كاميرات الفضائيات وكأنه قد ظفر بالكون كله أو ربما قال هذه حصتي من وطن يتم نهبه على قدم وساق..أو ربما سمع عن مصطلح تاجر حرب..فحاول أن يكون تاجر»حرق» يسرق من جيبه ليبيع محتوياتها لجيبه الثانية.. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة