شاهر الحديد .. رجل من الزمن الجميل ..
د. صبري ربيحات
10-08-2016 05:08 AM
قبل ما يزيد على 47 عاما ظهرت في فضاء الاعلام العربي محطة تلفزيونية ادهشت المشاهد العربي واصبحت ايقونة الاعلام العربي.
كانت المحطة الجديدة قد اتخذت من مضارب ال الحديد موقعا لها , وكان شاهر ومشهور والعشرات من ابناء الحديد والقطارنة وعموم البلقاوية من بين طلائع الشباب الاردني الذين التحقوا بصفوف وكوادر وركب المؤسسة التي صنعت اسما تفوق على كل جاراتها.
بالنسبة لشاهر الحديد كان العمل في ميدان الفن و الاعلام اكثر من حرفة او مهنة ينسى العاملون تفصيلاتها بعد ساعات العمل .كانت بالنسبة له قضية عاشت معه واستوطنت جوانحه وخلقت له الكثير من القلق الذي دفع به للعمل من اجل تطوير المهنة ليل نهار, تجده تارة يحاور الزملاء واخرى مشتبكا مع القائمون على ادارة القطاع وفي كل المرات كان من اكثر العاملين حرصا على سمعة الاردن وانجازاته الفنية التي كان يشار اليها في كل جنبات الوطن العربي الكبير. سواء كان نقيبا او خارج مجالس النقابة كان ابا مطلق مشغولا بالهم العام.
فخلال السنوات التي كنت فيها قريبا من صناع الوجدان ونقابتهم كنت المح شاهر الحديد وهو يناقش بحرقة وصدق هذا المسؤول ويجادل بجرأة وشجاعة ذلك السياسي متصديا لطرح الاسئلة الصعبة علينا جميعا ولسان حاله يقول ...ما الذي دهانا؟ ولماذا تراجع دورنا الفني والاعلامي بالرغم من وجود كل الشروط اللازمة للتقدم.
اليوم يرحل شاهر الحديد ويرحل الحماس النادر والاسئلة التي بقيت لسنوات بلا اجابات .
لقد كان ابا مطلق يحدثنا اقل زملاؤه مداراة لعتبه على الذين تحملوا امانة المسؤولية واكثرهم حثا لهم على اداء المزيد لكنه كان يتصرف كشيخ او امير من امراء العرب حيث يحرص على ان لا ينتهي اي موقف دون ان تصفى القلوب والضمائر .
اليوم يرحل ابا مطلق مخلفا لنا اسئلة كثيرة عن لماذا الغي قانون دعم الثقافة؟ واين ذهبت البمبالغ التي خصصت لانشاء دار الاوبرا ؟ ولماذا لا يزال الفنان الاردني بانتظار التامين الصحي ؟ ومن المسؤول عن افشال مؤسسة الانتاج ؟ وغيرها من الاسئلة التي ظل يطرحها علينا ....معذرة صديقنا الراحل باننا لم نجيب على الاسئلة التي ظلت تدوي في رؤوسنا .
وشكرا لك انك كنت تنهي المواقف التي تنهال فيها باسئلتك علينا بضحكة وعناق لتداري الحرج الذي تضعنا فيه .
الرحمة لروحك الطاهرة النبيلة واطيب التعازي لاهلنا الحديد ولاشقاء وابناء واسرة الفقيد.