من يحمي خصوصية الأردنيين وأمنهم الناعم؟بلال حسن التل
10-08-2016 01:39 AM
عندما تصل الأمور إلى الدرجة التي تدفع محافظ العاصمة خالد عوض أبو زيد بما عرف عنه من هدوء وسعة صدر, وقدرة على التحمل والتماس الأعذار, إلى اتخاذ قراره الجريء بحجب مواقع اتخذت من المتاجرة بخصوصيات الأردنيين, وبيع المعلومات المتعلقة بهم إلى كل من يدفع, بصرف النظر عن جنسيته وعن الكيفية التي سيتم التعامل بها مع هذه المعلومات, المتعلقة بحياة الأردنيين وخصوصياتهم وتوجهاتهم وعلاقاتهم, فإن ذلك يعني أن الأمور تجاوزت كل الخطوط الحمراء التي اخرجت رجلاً هادئاً وصبوراً كمحافظ العاصمة عن طوره وجعلته يلجأ إلى آخر الكي, ويصدر قراراً حاسماً يستحق معه أن نشد على يده, وندعو إلى البناء على قراره لتحقيق المزيد من الحماية لخصوصية الأردنيين وأمنهم, الذي تعددت صور الاعتداء عليه, من الكثير من الجهات بعد أن كثرت صور التجسس والجواسيس في بلدنا, والواجهات التي يعمل تحت مسمياتها هؤلاء الجواسيس, ففي بلدنا مراكز دراسات تكتب بصورة منتظمة تقارير تفصيلية ترصد ما يتداوله الأردنيون من نكات وإشاعات, وتقارير أخرى عن أسعار المواد الأساسية في الأسواق الأردنية, بالإضافة إلى تقارير عن توجهات الأردنيين السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغير ذلك من المعلومات التي قد تبدو سخيفة وغير مهمة, لكنها عند الخبراء والمعنيين في غاية الأهمية, إذ يستطيعون ومن خلال تجميعها وربطها ببعضها واخضاعها للتحليل, تكوين صورة متكاملة عن المجتمع الأردني وتوجهاته وميوله وسبل التأثير عليه, وهنا يأتي دور آخر من الأدوار التي تقوم بها بعض الواجهات المعلنة كمراكز الدراسات والجمعيات التي تتبنى بث الكثير من الأفكار والمفاهيم التي من شأنها التأثير على توجهات الأردنيين وقناعاتهم, وفي كثير من الأحيان زعزعة الثقة بدولتهم ومؤسساتهم, وهو دور تضطلع بجزء كبير منه رسائل بعض الصحفيين من مراسلي وسائل إعلام إقليمية ودولية, ممن يكتبون انطباعاتهم ورغباتهم أو ما تمليه عليهم أجندات مؤسساتهم التي لا تكن وداً للأردن كما صار معروفاً للجميع, حيث يسعى هؤلاء إلى خدمة هذه الأجندات أكثر من نقلهم للحقائق, ولعل في تغطية هؤلاء لحادثة الاعتداء الأثم على مكتب المخابرات في عين الباشا مجرد نموذج للتحريف المقصود للوقائع وتحميلها أكثر مما تحمل, |
قدرة شعب الأردن على إحباط أي تحرك لأي كيان موازي بالدولة أعلى من قدرة شعبي تركيا ومصر بسبب صغر الأردن مساحة وسكان وموارد وبسبب شرعية نظام حكم مستند لمبايعة عشائر وقبائل وذوات من كافة المنابت لقائد جيد أمين على مبادىء ثورة عربية كبرى مستندة لثقافة عربية إسلامية، وذلك لا يعفي الدولة من واجب المراقبة والاشتباه بأي تحرك لأي دولة عدوة أو صديقة بحيث لا تسمح لها بمساعدة أية جهة داخلية لخلق كيان موازي للدولة سواء كان يميني متطرف أو يساري أو ليبرالي خاصةً إن كان له بعد دولي وأنصار في الخارج وتمويل سري.
الاردن اكثر بلد بالعالم يوجد فيها خونة واعداء..........
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة