أزداد قناعة كل اليوم، أته لن تقوم لهذا الشرق قائمة إلا إذا..
1- شبع البطن، والفؤاد، والعقل، وليس بالضرورة أن يصل الشبع إلى حد التخمة، بل ربما يكفي شبع الكفاف الواقي من الشعور بالحرمان والفاقة، شبع البطن متحقق على نحو أو آخر، مع استثناءات قليلة هنا وهناك عبر حالة تشبه الثقوب السوداء، أما الفؤاد والعقل فلا يشبعهما مثل حد أدنى من الثقافة والوعي المتأتي من حالة وعي مجتمعي قادر على التفريق بين ما هو خطأ وصح، وما بينهما من أمور مشتبهات، وتلك قصة طويلة، تنبني بشكل بطيء ومتراكم، تحتاج لوجود منظومة قيم وثقافة، يغذيها عقل جمعي، وقوانين وعادات، وغيره..
2- وتم اجتثاث الشقاء العاطفي من جذوره، وتلك قصة أخرى، فأنا أعتقد أن علينا أن نطوي الملف الإجتماعي في حياة الشباب قبل أن نبحث لهم عن فرص عمل، وهذا الملف تحديدا يحتل ذيل سلم أولوياتنا، باعتباره إما عيبا أو ترفا، إن حل المشكل الإجتماعي في حياة الشباب يحولهم إلى بشر مبدعين، وبتعبير اكثر وضوحا، لا بد من حل مشكلة ‹›الشقاء الجنسي›› أو العاطفي في حياة الشباب قبل أن/أو بالتوازي مع إدخالهم إلى سوق العمل، فالشاب الجائع لا يمكن أن يفكر بالإبداع، كما أن الشاب غير المستقر عاطفيا شخص مستلب ومتوتر، ولا يمكنه إلا تشغيل جزء يسير من ‹›خطوط إنتاجه›› كي يكون عنصرا مفيدا في عملية التنمية، لقد فوجئت بإغفال هذا العنصر الخطير من كثير من البحوث، وهالني أن أحدا من الخبراء نادرا ما يتطرق إلى هذا الجانب من حياة الشباب، علما بأن هذا الملف يشغل بال جميع من أدركوا سن النضج ولم يتمكنوا من إشباع رغباتهم بشكل سوي، وهي رغبة لا تقل في خطورتها عن الرغبة في إطفاء نار الجوع!
المشكلة تخص ملايين الشباب والشابات، خاصة في دول الخليج، حيث تقول الإحصائيات أن الخليجيات الأكثر عنوسة بين بنات العرب، الأرقام الرسمية تقول أن 35% من الفتيات في كل من الكويت والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة، وانخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا لتصل إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و10% في سلطنة عُمان والمغرب، في حين أنها لم تتجاوز في كل من سورية ولبنان والأردن نسبة 5%، أدنى مستويات للعنوسة في فلسطين، حيث مثلت نسبة الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج( أو لم يصل بعد!) 1%، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى 85% . أما في مصر فقد وصلت نسبة غير المتزوجين من الشباب من الجنسين بشكل عام حوالى 30%، وبالتحديد 29.7% للذكور و28.4% للإناث!
3- وصار اللي في الصدر على اللسان، فلم يعد أحد يتلعثم وهو يعبر عن نفسه، او «يصفن» لاختيار الكلمات التي يتوقع ان تُغضب محدثه، أو من يتصنت عليهما!
وللحديث صلة
الدستور