يبدو اوباما دائما هادئاً وهو يتحدث... حذر.... يختار كلماته بعناية، يضع ابتسامة جذابة غير متطفلة حاضرة طول الوقت... مرح المزاج... مستمع جيد... يتمتع بحيوية فكرية واضحة.
نشيط ومتحفز.... يعتمد على تراكم أخطاء خصومه.... يسير الى هدفه بصبر وأناة... يمتاز بقدر وفير من الاستقامة والعمق... حين يسمع فكرة تقدح عيناه .... يولي كل فكرة جديدة بالغ اهتمامه... ظل فكره رائقاً صافياً مجدداً.

خطيب بليغ ... في معظم خطبه يبقى خطيباً ساحراً لا يقرأ من خطب مكتوبة مقبولة في صياغتها وإلقائها، وإنما يختار كلمات تتدفق لهباً وتتدحرج جمراً وتتحول شعارات مثل قوله "نعم يمكننا ذلك"... ولأنه ذكي فإنه في كثير من الأحيان يستطيع أن يقول ملاحظات نفاذة يمكن أن تكون لها قيمة تاريخية.

مراحل حياة أوباما تشكل سيرة من أكثر السير الذاتية إثارة في تاريخ الساسة الأميركيين، ولعله السياسي الوحيد الذي له أقارب في ثلاث قارات، في إفريقيا وآسيا وأميركا.

عاش اوباما فترة مراهقة صعبة بسبب ظروف العائلة, وأزمة هوية عاشها، ثم تمكن من الخروج من أزمته بالإصرار والعزيمة اللذين قاداه إلى التفوق الرياضي والدراسي فحصل على شهادات جامعية وأتم دراساته العليا بأكبر الجامعات الأميركية، ليعود بعد ذلك لخدمة المجتمع المحلي والأفارقة الأميركيين والأحياء الفقيرة بمدينة شيكاغو.

خلفية أوباما وقصة نجاحه جعلت منه قصة نجاح أميركية تمثل مصدرا للأمل بالنسبة للكثيرين، خاصة مع حرصه على رسم صورته لدى الرأي العام الأميركي بشكل يؤكد الفكرة السابقة.

فهو يحرص على تقديم نفسه كسياسي عصامي يمثل الأميركي العادي، لا يخضع لقيود جماعات اللوبي بواشنطن، ويترفع عن الخلافات السياسية، ويسعى لقيادة أميركا إلى مستقبل أكثر إشراقا وإيجابية.

أوباما.... يتمتع بكاريزمية تنبع من قدراته اللغوية والخطابية العالية، مما دفع العديد من الكتاب والصحفيين الأميركيين إلى مقارنته ببعض أكثر الشخصيات العامة الأميركية ذات الكاريزما عبر التاريخ.

باراك اوباما الآن هو الرجل الذي يريد أن تتصالح أميركا مع نفسها ومع العالم.
يوجد هناك... نوعان من القادة الذين يريدون أن يكونوا شيئاً ما، والذين يريدون أن يفعلوا شيئاً ما.
باراك اوباما يريد الاثنين معاً.
Zubi1965@hotmail.com