«الغارمات» أو سجينات الدين
عصام قضماني
09-08-2016 12:57 AM
جمع برنامج لإذاعة الأمن العام فتح باب التبرعات 35 ألف دينار لإطلاق سراح 19 سجينة بعد سداد ديونهن البسيطة لصناديق إقراض تهدف لتمكين المرأة عبر دعم مشاريعهن الصغيرة.
هذه مبادرات جيدة لكنها ليست حلا , فليس من مهام هذه الصناديق ولا في أهدافها زج الناس في السجون لمجرد فشل مشروع منحته قرضا صغيرا وبأسعار فائدة مركبة وكانت من أسباب إخفاقه.
يفترض بمثل هذه الصناديق أن تكون نافذة الفقراء للحصول على تمويل يحميهم من العوز والتسول والإنحراف وهي قروض لا تمنحها البنوك لعدم توفر شروط الإقراض.
تعيد الحكومة اليوم دراسة أوضاع هذه الصناديق وغاياتها وجدواها لتجميعها تحت مظلة واحدة , ويفترض أن تشمل الدراسة آلية عملها حتى لا تتحول من وسيلة لإنقاذ العائلات من الفقر الى سجان يكبل أيديهم بالحديد.
19 سيدة وفتاة أصبحن خارج السجون بفضل تبرعات سددت ديوناً تكبدنها في قضايا مالية وشيكات وكمبيالات مترتبة لصناديق إقراض ولبنوك ومراكز تجارية ونحن نتحدث هنا عن عجز سداد مبالغ لا تتجاوز 500 دينار أو ثمن ماكينة خياطة أو أقمشة تطريز وبدلا من وضع حلول دائمة تتكفل بنجاح مشاريعهن الصغيرة وإنتشال عوائلهن من الفقر بالتالي كفاءة الإلتزام بسداد القرض تحولت هذه الصناديق الى نقمة لا تلاحقهن فحسب بل صارت وبالا على أسرهن.
العدد المفرج عنه بفضل المحسنين يشكل نسبة بسيطة من عشرات النساء «الغارمات» اللائي تورطن في مشاريع إنتاجية مماثلة. إما لغياب دراسة الجدوى وقبلها الدعم والمتابعة والمساعدة من ذات الصناديق ، قادهن فشل مشاريعهن وتعثرهن عن السداد الى السجون.
صحيح أنه ليس مقبولا لهذه الصناديق أن تفلس لكن الصحيح ايضا أنها ليست صناديق ربحية يفترض بها أن تثري القائمين عليها أو تمول الرواتب الكبيرة لمدرائها والعاملين فيها فرساميلها تأتي من المنح والمساعدات التي تقدمها المؤسسات الدولية لمساعدة الفقراء وتمكين النساء على بدء مشاريع تنقلهن من عتبة الفقر والعوز , وغرضها تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن الاقتصادية.
في الأردن صناديق تحمل مسميات عدة كثرت مع رواج ما يسمى بالمشاريع الصغيرة ، تقدم قروضا صغيرة ميسرة لإقامة المشاريع الصغيرة، ومن مهامها الأساسية توفير الضمانات والدعم ودراسات الجدوى لنجاح المشاريع وفشلها يعني إخفاق هذه الصناديق التي تتولى دور الخبير بالنيابة عن نساء ورجال لا يمتلكن أدنى خبرة ولو كان كذلك لما إحتجن الى نصح وإرشاد ولا حتى الى تمويل.
هل هذه الصناديق ذات طابع انساني تنموي أم أنها تعتاش على الفقراء لجلب تمويل خارجي ؟.
الراي