عمون - حنين الزناتي - كشف مدير العلاقات العامة في دائرة الأحوال المدنية والجوازات مالك الخصاونة لـ عمون عن وجود مواطن واحد يحمل اسم "ناخب" في المملكة.

وأشار الخصاونة إلى ان المواطن من مواليد محافظة اربد.

ومن المزمع أن تجرى الانتخابات النيابية في العشرين من شهر ايلول المقبل، في ظل دعوات حكومية للمواطنين للمشاركة فيها.

من جهته ابدى الناخب الاردني الوحيد "ناخب" سروره لـ عمون لعدم وجود اي مواطن يحمل اسمه، ولفت "اواجه صعوبات جمّة ايام الانتخابات تحديدا لكن نتجاوزها بالكلمة الطيبة والاجابة عن اسباب التسمية"..

ويعتقد ناخب ان والده اسماه بهذا الاسم عام ولادته 1967 بسبب اجراء انتخابات وفوز مرشح عشيرته آنذاك محمود الغرايبة ..

ومن المشاكل التي واجهها انه في كل مرة يسأله عضو لجنة الانتخاب عن اسمه فيقول له ناخب.. فيستغرب من الاجابة ويقول له "اسألك عن اسمك لا فعلك"..

الغرايبة يعمل فني مختبر في مديرية اشغال جرش ويطلق عليه البعض اسم الدلع المختصر "ابو النخب".. وهو متزوج وعنده بنتان (الاء وآية) وولد اسمه عبدالله. ولم يسمهم باسماء غريبة خشية ان يعاني ابنه وبنتاه ما عاناه.

يذكر ان الكاتب هاشم غرايبة كتب ذات مرة يقول :

 اسمي عند الحلاق زبون، وعند ضريبة الدخل مكلّف، وفي الحافلات راكب: «خذ هالراكب عندك يا بو عيسى».. وعند شرطة السير اسمك يتبع نوع سيارتك: «.. تحرك تحرك يا هوندا.. صف ع اليمين يا ديانا.. اطرع، اطرع يا كيا».

اسمي عند البقال عميل، ولقب العمالة هنا متبادل: أنا أقول عميلنا أبو العبد، وهو يقول عميلنا فلان.. أما في البنك فعميل من طرف واحد! ..

وفي السجن-حماكم الله- اسمي نزيل، وفي دوائر الخدمات اسمي مراجع.. وعند المرشحين للانتخابات اسمي: «أيها الناخب الكريم»..

ابن عمي، اسمه الرسمي في هوية الأحوال المدينة «ناخب».. على طول ناخب، في كل المناسبات هو ناخب، لا يريد له أبوه وجع الراس، سمّاه («ناخب) واستراح.. لا يريده مرشحاً أبدا. يريده أن (يدب الصوت) بالصندوق دائماً.

بفضل «العملية الديمقراطية» صار ل (ناخب) موسم دلال.. لا يُذكر اسمه إلا وبعدها صفة كريم، أو محترم، أو نبيل.. وبفضله صار السادة يتزلفون لنا، ويسبغون علينا ألفاظ التبجيل بمناسبة وبلا مناسبة..

المرشح العتيد يخاطب الناخبين بتهذيب بليغ: يا أبناء عمومتي الأفاضل، ويا أهلي وعشيرتي الأكارم (في مناسبات غير ديمقراطية يقول الأقارب كالعقارب..)، ويا أبناء قريتي الأشاوس (في وقت آخر هم فلاحون متخلفون).. ويا أبناء مدينتي المبجلين (وفي سياق أخر أولاد شوارع)، ويا أبناء دائرتي النبلاء (وفيما بعد - بوّاقين) ..

المرشح الفاضل يجتهد، ويجد، ويصرّح بما يرضي (الناخب العام)، وعندها تسمى هذه التصريحات (للاستهلاك المحلي).. وهناك مواطنون يدعون (للمقاطعة) هؤلاء لا يستحقون صفة الناخب المبجل، ويقال عنهم: (موتورين).

بين المرشحين المتمرسين هناك من يترفع عن التوجه للناخب! ويتجه للنخبة، بل هو يرشح نفسه باسم (النخبة)، ودائما هناك تضاد غير مصرح به ومسكوت عنه بين النخبة والناخب.. لكن النخبة عادة ما تكون أكثر مهارة في استثمار «نبض الناخب» وهي أقدر على.. إرادته.
أنت، وأنا، هي، وهو، هنّ ونحن الذين نخاطب بعبارة : أيها الناخب الكريم.. وعند الغضب تنقلب التسميات فنوصف رعاعاً وقطعاناً ومندسين..

نحن الزبائن والركاب والعملاء والنزلاء والمراجعين، نحن أبناء الشوارع.. نحن الناخبون؛ مطلوبون فرادى وجماعات إلى الصناديق.

نحن «مكلّفون» بدفع الضرائب، وتسديد الفواتير، و(ملء «الصناديق).. لاختيار النقيب، والنائب.. وانتخاب رئيس البلدية أيضا.
(يعني بدهم مصارينا وصوتنا كمان!.. ارحمونا يا ناس، هواتين بالراس يوجعن.)
لازم ندب الصوت.. بالصندوق.