أدخل أردوغان الرئيس التركي اصطلاحاً جديداً في قاموس المنطقة السياسي، وذلك بتشبيه تنظيمات غولن التي تشمل المدارس والصحف ومحطات الاذاعة والتلفزيون بانها: قوة موازية للدولة!!. وهذه حقيقة تتكرر ليس في تركيا وحدها وانما في منطقتنا ككل: فلحزب الله اللبناني جيشه وهو غير الجيش اللبناني، وله اتصالاته الهاتفية غير شبكة اتصالات الدولة، وله تلفزيونه واذاعاته. وله مدارسه ومستشفياته.. وحين لا يكون قادراً على إنشاء مطار خاص به فانه يسيطر على مطار رفيق الحريري.. فقد سيطر على كل ما يمثله الحريري .. باغتياله .
هذا النموذج الموازي للدولة يفكك الدولة. فليس للبنان رئيس جمهورية، وليس له برلمان قادر على الاجتماع حتى بعد نفاذ مدته، وليس له حكومة تملك سلطة القرار، ولكنه لا يحل محلها لانه محكوم بصفته المذهبية، وبولائه المعلن للولي الفقيه الايراني .
وهو ذاته النموذج الحوثي في اليمن: فهو يحتل العاصمة بمعونة رئيس جمهورية خلعه الشعب.. ذلك غير مهم ولكنه لا يشكل حكومة ويترك اليمن – 30 مليون إنسان – دون سلطة مركزية.. ثم هو لا يهتم لشيء اسمه الشعب طالما انه ليس زيدياً، وطالما ان الزيديين ليسوا حوثيين، وهو قادر على اخضاعه للفوضى لانه ليس معنيا باخضاعه للدولة . واذا اخذ الناس في تعز مثلا موقفا فليس ما يمنع تدمير بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وجامعاتهم.. وكل شيء .
والنموذج الموازي تجده ايضا في العراق. فالتحالف الشيعي ملتزم بالولي الفقيه.. وهو يحكم: لا يحكم العراق وانما حيث يفرض سيطرته. ولا مانع من حل ثلاث فرق من الجيش العراقي لتسليح عصابات داعش التي تتألف ايضا من سُنّة العراق، واعطاء اسلحتهم الى العصابات بدباباتها ومدافعها واسلحتها البرية وذخائرها، وفوق ذلك ابقاء 600 مليون دولار في خزائن البنك المركزي فرع الموصل لتمويل الدولة الاسلامية . فتصور التحالف الشيعي هو دولة سنية في الشمال والغرب، ودولة كردية في الشمال.. والباقي للهيمنة الايرانية بالمراقد المقدسة .
ان دولة غولن الموازية لدولة اردوغان، هي عمليا دولة الاخوان في مصر، ودولتهم في غزة وفي سيناء، وكما سيطر حزب اردوغان بكل الديكور الديمقراطي كذلك سيطر الاخوان على مصر، لكنهم لم يكونوا بذكاء اردوغان، فتركوا للجيش ان يعيدهم الى حيث كانوا: خارج الحكم وداخل السجن .
الراي