لم يعد في جعبة العالم المنافق شيء لحل المأساة السورية سوى الإعلان على لسان موظفين من الدرجة الثانية والثالثة في وزارات الخارجية بأن الحل الوحيد في سوريا يكمن في تقسيم سوريا الى ثلاثة او اربعة مكونات لوقف المذابح حتى يحصل الشعب السوري على ما يستحق.
إذاً فقد استدل العالم الحر (المقيد) على أن الحل الذي يريده السوريون هو تمزيق سوريا من اجل ٥٪ من العلويين المدعومين من اغلب دول العالم نظراً لولائهم واخلاصهم تاريخياً من ايام التتار لمشاريع ومؤامرات التدمير للشباب العربي تحت مسميات البعث، الاشتراكية وغيرها بهدف الحفاظ على أمن اسرائيل بالدرجة الاولى حيث أن عائلة الاسد ومن اليوم الاول لوصولها للسلطة بعد الانقلاب على اخوة الدم، تعهدوا بالحفاظ على الهدوء بين البلدين حيث لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه اسرائيل لأكثر من أربعين سنة.
التاريخ لا ينسى، والعار سيلطخ جباه قادة العالم الذين تخاذلوا عن وقف المجازر اليومية بحق الشعب السوري لأكثر من خمس سنوات تحت اعذار وذرائع كثيرة لا تمر الا على من له مصلحة في استمرار المذابح، ولو كان هناك عالم حر كما يدعون لما استمرأ الاسد ومن سانده من الإيرانيين والروس وغيرهم على الاستمرار في هذه المذابح، ولكنه التواطئ الدولي حيث خلقوا ما يسمى بداعش للتغطية على جرائم الاسد ولتصوير الاسد على انه يحارب الاٍرهاب من اجل إعادة تسويق الاسد في مستقبل سوريا المقسمة.
لقد فقدت ما يسمى بالأمم المتحدة مصداقيتها لعدم حياديتها في النزاع السوري حيث ساوت بين الضحية (الشعب السوري والمقاومة) والجزار، ولم تكترث لتشريد اكثر من عشرين مليون سوري عن وفي بلادهم، كذلك لم تقم بواجباتها بحماية المدنيين وتجريم القتله وتفعيل البروتوكولات الدولية ومحكمة جرائم الحرب الدولية، وتجريم النظام الأسدي الطائفي الذي قتل البشر والحيوانات و الشجر، واحرق شعبه بالبراميل المملوءة حقداً وطائفية وكلور ومتفجرات وكل ذلك امام اعين العالم، ولا يسمع الشعب السوري سوى الادانات والشجب والاستنكار وكأن العالم اصبح قاسياً كقساوة من يحرقون ويغتصبون الشعب السوري فأصبحوا جميعاً شركاء في الجريمة.
إن مخطط تقسيم سوريا له ابعاد خطيرة جداً ليس على السوريين فحسب بل على منطقة الشرق الأوسط برمتها، فقد يكون تقسيم سوريا بداية لمطالبة الأقليات في دول الجوار بالحكم الذاتي بحيث تتفكك المنطقة وتصبح كانتونات وأشباه دويلات ومناطق حكم ذاتي ولنا في تقسيم السودان المثل حيث وجدت اسرائيل موطئ قديم حقيقي بين مصر والسودان لزعزعة أمن البلدين، اما الأغلبية من أبناء هذه الدول فسيعيشون كلاجئين في بلادهم اذا ما اكتمل المخطط لا قدر الله، ونتيجة ذلك سوف تصب في مصلحة اسرائيل وإيران من اجل تقاسم النفوذ في المنطقة بمباركة روسيا وأمريكا.
حمى الله اردننا المحبوب من كل مكروه
* خبير فُض نزاعات/استراليا