-1-
الحب قصة لا يجب أن تنتهى ..إن الحب مسألة رياضية لم تحل ..إن جوهر الحب مثل جوهر الوجود لابد أن يكون فيه ذلك الذى يسمونه «المجهول» أو «المطلق» ..إن حمى الحب عندى هي نوع من حمى المعرفة واستكشاف المجهول والجري وراء المطلق! (توفيق الحكيم/ زهرة العمر)
-2-
في حياة كل منا، قصة تأبى أن تبدأ، وأخرى تأبى أن تنتهي، ونحن بين هذا وذاك، نقف على قارعة الانتظار، فلكل منا انتظاره، صغر أم كبر، وثمة من يموت انتظارا للحياة، فلا هو أدرك ما ينتظر، ولا عاش حياته، والانتظار عموما نوع من المخدر العاطفي، وقد يتحول مع الإدمان عليه إلى حالة شلل تام لكل الحواس، باعتبار أن «الفرج قريب» وما هو كذلك، ذلك أن الفرج حتى ولو كان قريبا، يحتاج لحركة ما، للوصول إليه، لا انتظار وصوله هو إلى باب المنزل، كما هو شأن وجبات «الديليفاري» التي أدمنها البعض، والتي تصلنا إلى باب البيت جاهزة للأكل، فور اتصالنا بإدارة المطعم!
-3-
من أوجه الانتظار الأكثر إيلاما، انتظار حصول معجزة، فبعضنا يحشد للأمر كميات كبيرة من الأدعية، ويطيل النظر للسماء، دون أن يأتي ولو بحركة حتى لو كانت صغيرة، لاستمطار ما ينتظره، بل إن هناك من يعتقد أن دعاءه قادر على إنزال المطر في عز تموز، موهما نفسه بعلاقته الحميمة والموصولة مع الخالق عز وجل، الذي لا يرد له دعاء، دون الأخذ بالأسباب، منذ وعيت على الدنيا، هناك دعاء متكرر في كل صلاة جمعة، يقال بصيغ مختلفة، ولكن فحواه سؤال الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمسلمين، والصحيح أن ما حصل طيلة مدة رفع الدعاء إلى السماء، أن المسلمين شهدوا المزيد من الانتكاسات، وإن لم يخل الأمر من بعض الانتصارات الهامشية، هنا أو هناك، فحوى الأمر أن الأدعية لن تكون بحال مضادة للطائرات التي تقصف عباد الله بالحمم، وحرق عجل سيارة مستعمل، من قبل أطفال حلب مثلا، لصناعة غمامة سوداء تمنع الرؤية عن مهاجميها من طائرات «العدو» افضل من كل الأدعية التي زمجرت في حناجرنا، مستمطرة النصر!
-4-
سؤال لا ينتظر إجابة: لماذا تصل المكاتيب التي لا تحمل عناوين، وتضيع في الطريق تلك التي تحمل عناوين مفصلة؟
***
لا تنتظر..
لا تنتظر أحدا سواك،
فما هناك.. سوى هناك،
فاصنع صباحك ها هنا.. واحمل نهارك فوق ظهرك،
لغد تراه ولا يراك!
***
أعْطِني بَعضي.. لأحْمِلَ عَنْك كُلّك!
***
في داخل كل منا احتياطي استراتيجي من الفرح، فقط يحتاج لمن يستخرجه!
الدستور