اجابات مشروعة عن اسئلة غير مشروعة
ماهر ابو طير
29-08-2008 03:00 AM
الاستاذ الفاضل حلمي الاسمر يقرأ الهجوم على الدكتور باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي ، وحسني ابوغيدا رئيس سلطة العقبة الخاصة ، وجرير مرقة مدير عام الاذاعة والتلفزيون ، من زاوية ظنه ، ان الهجوم يجري لاسباب اقليمية ، وان التجرؤ عليهم ، يأتي لكونهم من اصول فلسطينية ، فيما لا يتم رمي اي مسؤول اخر ، حتى بوردة ، معبرا عن مخاوفه من كون الهجومات تأتي لاسباب اقليمية.
ينسى زميلنا في غمرة انفعاله ، عشرات الهجمات الاعلامية التي تمت ضد شخصيات اخرى ، وهو يقرأ الهجوم بطريقة انفالعية ، وقد نسي كيف هوجم رئيس الوزراء السابق معروف البخيت ، الذي تعرض لهجمات لا تحملها الجبال ، ولم ينتقم ، وفيصل الفايز الذي تعرض لهجمات غير مسبوقة ، وصلاح البشير الذي تعرض لهجمات حادة ، ومروان المعشر الذي سلقوه بلسان من نار ، وعبدالرؤوف الروابدة الذي لم يتركوه من الف هجوم ، وعبدالهادي المجالي الذي لم يسلم من موجات هجوم كثيرة ، وغيرهم الكثير الكثير ، فلماذا نسي زميلنا ان نقد هؤلاء كان عاديا ومقبولا ، ولماذا تحسس فقط من حملات النقد للاسماء الثلاثة ، معتبرا ان الهجوم قد تكون خلفه دوافع اقليمية ، وهو ينسى ايضا ، ان تنوع اصول المهاجمين ، يدل اصلا على ان العملية ليست اقليمية ، وليست نتنة ، على حد وصفه ، فقد وقف بعضنا مع فيصل الفايز ، ووقف بعض اقاربه لينتقدوه ، ووقف بعضنا مع الروابدة ، وبعض اهل الشمال ، لم يوفره من النقد ، والامر ينطبق على الاسماء الثلاثة التي اوردها الاسمر ، اذ كيف يعتبر الاسمر ان نقد اداء ابوغيدا ، قد تكون خلفه دوافع اقليمية ، وهو ينسى ان ابو غيدا ، كان بامكانه جب الغيبة عن نفسه ، وان لا تقترب زوجته من اي عطاء او نشاط ، في منطقة العقبة الخاصة ، بغض النظر عن نصوص القوانين ، لوجوده على رأس سلطتها ، وكان الاولى درء الشبهات ، وان لا يفتح الباب على نفسه من الاصل ، في منطقة خاصة واستثمارية وحساسة ، مسها يؤدي الى التأثير على سمعة الاستثمار ، وليس سمعة الرئيس وحسب.
بالمقابل ينسى الاسمر ، شخصيات سياسية اردنية من اصول فلسطينية لها احترامها ، ولا يمسها احد بكلمة ولا نقد ، ينسى مثلا السيد طاهر المصري رئيس الوزراء الاسبق ، الذي يحترمه الناس في البلد ، وتراه في كل موقع ومكان ، فلماذا ننسى اذا ان هناك مقاييس اجتماعية وسياسية محترمة ، في بلدنا ، لا تجعل النقد على اساس الهوية او الاصل او الجهة الجغرافية ، وانموذج المصري حاضر بقوة ، على انه يحظى باحترام بالغ ، ولماذا ننسى ايضا شخصيات اخرى خدمت في مواقع اخرى ، بما يثبت ان الاصطفافات لا تجري على اساس اقليمي ، ولا على اساس "اصول ومنابت" فكلنا اردنيون ، ولسنا بحاجة الى امتحانات يومية ، نكرر فيها الولاء ، ونثبت كل يوم ، اننا لم ننقلب ولن ننقلب ، والاصل ان لا يفترض المرء ان هناك عينا تترصده ، وترقبه ، وان يتصرف بهدوء ، وان نعود الى التقييمات على اساس العقل والمنطق ، اذ ان اعتقاد الاسمر ان النقد والاستئساد ، يجري على اساس المنبت والاصل ، هو اعتقاد جائر ، وجائر جدا ، وقد خانته الذاكرة حين نسي عشرات الاسماء التي حظيت باحترام عام ، وهي من اصول ومنابت مختلفة ، ومقابلها عشرات الاسماء التي حظيت بحملات هجوم لاسباب موضوعية او جائرة ، لكن ليس على اساس المنبت والاصل.
لعبة الاسماء ، والتأويل على اساس الاصول والمنابت ، لعبة خطيرة وكريهة ، والاصل ان نكون سببا في اذكاء الخير في صدور الناس ، لا.. اشعال الفتن وسوء التأويل ، لدى جمهور لا يعرف بعضه طبيعة ما يجري ، وعلينا ان نتذكر ان كل هؤلاء من اولهم الى اخرهم ، هم مسؤولون اردنيون ، وليسوا ممثلين لطوائف واعراق واصول ، وعشائر وفئات ، فاذا اصاب احدهم شكرناه ، واذا اخطأ ، علينا نقده ، فلا نقف الى جانب المخطئ ، باعتبار ان دمه ازرق ، وانه مستهدف ، بسبب دمه.
حرام.. ان يتم تصغير الاردن الى هذه الدرجة ، بنظر بعضنا ، وعلى ما يبدو ان الاسمر ، شطب ذاكرته ، ولم يقرأ الا مشهد هذين اليومين ، وبروحية من بداخله غريب يرتجف ، بدلا من ان يكون حادا في وجه اي ممارسة خطأ ، بروحية المواطن الذي لا تهتز مواطنته ، عند كل اشارة مرور.
m.tair@addustour.com.jo