تقوم الصيدليات بتقديم الخدمات للمواطنين على مدار الساعة، كما وتقوم بتقديم النصح والإرشاد للمرضى او لذويهم مما يعزز مكانتهم في المجتمع وبالتالي يجعلهم من الركائز الاساسية للخدمات الطبية المتقدمة في الاْردن.

ومع كل الايجابيات التي ذكرناها سابقاً، يستطيع اي مواطن أن يحصل على وجبة من المضادات الحيوية وبدون استشارة الطبيب، وبكل بساطة يطلب المواطن المضاد الحيوي، ثم يقوم بتسميته ومن ثم يقوم الصيدلي بتقديم المضاد الحيوي دون طلب الوصفة الطبية وكأنه امر طبيعي رغم المخاطر الكبرى التي قد تحيط بالمواطن الذي يحصل على هذه المضادات بدون استشارة الطبيب، مع علم الصيدلي المسؤول بتلك المخاطر.

هناك حملات تقوم بها الدول الغربية والمتقدمة في الأبحاث والمجالات الطبية لزيادة وعي مواطنيها بخطورة الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية وتأثيراتها المدمرة للجسم. حيث تعتبر المضادات الحيوية وطبقاً لتقارير عن منظمة الصحة العالمية، والمركز الامريكي للسيطرة على الأمراض والتي تقول أن خطر مقاومة المضادات الحيوية ليس تحذيرات مستقبلية ولكنه يحدث الان، وفي الواقع فقد قام الرئيس الامريكي باراك اوباما بتوقيع أمر للحكومات الڤيدرالية لإيجاد استراتيجية لمنع الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية. ولكن للانتصار في هذه المعركة بفعالية يتطلب من الجميع جهود حثيثة من شركات الأدوية، الأطباء، صنّاع القرار و المواطن.

أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية لا يقضي فقط على البكتيريا الضارة، بل يقوم أيضاً بقتل البكتيريا النافعة والتي يحتاجها اليها الجسم. أيضاً يؤدي الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بخلق ما يسمى البكتيريا الخارقة والتي لا يستطيع اي مضاد حيوي من القضاء عليها وبالتالي يموت ذلك الانسان او يصاب بالشلل او بالتهابات لا حصر لها. إن المسؤولية الاخلاقية تقع بالدرجة الاولى على الحكومة الاردنية وتحديداً وزارة الصحة والتي يجب عليها أن تقوم بنشر الوعي بين المواطنين بمخاطر الإفراط في إستخدام المضادات الحيوية من خلال النشرات التثقيفية في التلفاز والصحف والمجلات، وكذلك من خلال كوادر وزارة الصحة من أطباء، ممرضين، موظفين. كذلك يجب على الوزارة المعنية زيادة الرقابة على الصيدليات المخالفة والتي تمتنع عن التعاون مع برامج التوعية او التي تصر على صرف المضادات الحيوية بدون وصفة طبية من خلال زيادة الغرامات المالية وغيرها من الاجراءات لضمان الحفاظ على صحة المواطن.
حمى الله اردننا المحبوب من كل مكروه.

* خبير فُض نزاعات/ استراليا