«ديمقراطية الإخوان» بين «محمد مرسي» و «اردوغان » «2-2»!
رجا طلب
01-08-2016 02:45 AM
سقط نظام مبارك ، وتسلم « الأخوان المسلمون» الحكم في مصر ، وكان اردوغان يرى في نفسه بطل ذلك الفتح ، فتح « القاهرة » ، حيث كان ومازال يؤمن أن « فتح القاهرة» هو الطريق لوصول مشروعه السياسي لكل الوطن العربي بل والإسلامي وان السيطرة على « الأزهر « ستعزز سلطة الإخوان الدينية على المشرق العربي لقرون قادمة.
تلمس اردوغان نشوة « النصر « لدى زيارته اليتيمة للقاهرة في عصر « الإخوان « ، ففي تلك الزيارة اُستقبل استقبال الفاتحين وأشعره قادة الجماعة بدفء العلاقة وإستراتيجيتها ، ورفع أنصار الحركة شعارات عكست عمق الارتباط الفكري والتنظيمي بين الجانبين ومن أبرزها « أردوغان.. أردوغان.. تحية كبيرة من الإخوان»، ، «مصر وتركيا عاوزينها خلافة إسلامية».
رغم ذلك فقد اغضب اردوغان إخوان مصر وأدلى بتصريحات « أبوية « فيها الكثير من « الأوامر المغلفة بالنصائح « ومن أهمها تاكيده على ضرورة بناء نظام سياسي علماني في مصر ، أما ما دفعه لتلك التصريحات فقد كانت محاولة منه لتأكيد التزامه مع واشنطن على « بناء الإسلام المعتدل» في مصر ، وان موضوع الدولة الإسلامية والخلافة هما أمران لم يجر الاتفاق عليهما مع هيلاري كلينتون رغم انه كان منتشيا بسماع شعار الخلافة لكنه وبحكم « الخبث السياسي» الذي يمتاز به انتقد الشعار وطالب الإخوان المصريين بالعلمانية التي لا يؤمن بها مطلقا والتي تعد في عقيدته العدو الأول لتركيا وللإسلام « الاخواني « .
كان نظام اردوغان في ذلك الوقت يمر بالفترة الذهبية من حيث القوة ، كما لم يكن قد تورط بعد في سوريا بصورة كبيرة ، واستثمر كل تلك القوة في دعم نظام مرسي وقدم له الوصفة « الانقلابية « التي عمل ويعمل بها منذ عام 2002 وهي استلام السلطة عبر استثمار أدوات النظام الديمقراطي القائمة من اجل تغيير شكله وأسسه القانونية وتحويله إلى نظام « استبدادي « يستند الى الشعبية في الشارع ، بمعنى أن الإرادة الشعبية التي يتحدث عنها اردوغان دائما هي « شرعية الحكم « التي يمكن للحاكم من خلالها التحول « لحاكم مطلق « أو الى « اله « ، وبالتالي اختصار الديمقراطية بالحشود الجماهيرية على غرار « الخمينية « و « التشيفازية في فنزويلا ، مع هدر متعمد وقاس لأدوات الديمقراطية الأخرى ومن أبرزها استقلال القضاء والفصل بين السلطات و حرية الإعلام ومظاهر الدولة الليبرالية – العلمانية .
نفذ محمد مرسي « وصفة اردوغان « بصورة « كاملة « وهي محاولة إعادة تشكيل الديمقراطية الفتية في مصر على « مقاس حجم الإخوان وأهدافهم « ، ولكنه نفذها بصورة سريعة ، وكان الرجل مرعوبا من « الجماهير نفسها « التي أشعلت الثورة على « مبارك» عدا عن خوفه من « الدولة العميقة بالاضافة لرعبه من « غضب النظام العربي الرسمي « الذي كان على علم بمدى المؤامرة الأميركية – التركية على النظام العربي الرسمي .
لم يناقش مرسي أوامر « اردوغان « ، فتورط في عملية مفضوحة لسرقة الدولة المصرية بكل مقوماتها ، فوقع جملة من المراسيم الرئاسية من عام 2011 حتى عام 2013 حولته وبحكم « ذريعة حماية الثورة « الى ديكتاتور كامل على طريقة موسليني وبينوشيه وغيرهما من ديكتاتوري العصر ، ، فكانت تلك المراسيم عوضا عن الفساد المالي والاداري للدولة « الاخوانية « سببا مباشرا في شحن المشاعر للشارع المصري باتجاه « الوطنية المصرية « والتى اسُتفزت وتفجرت .
كانت « الارادة الشعبية» التي طالما تحدث عنها اردوغان باعتبارها هي اساس الحكم الديمقراطي ، قد قالت كلمتها في يوم 30 يونيو عام 2013 ، وخرج ولأول مرة في تاريخ مصر القديم والمعاصر عشرات الملايين ليعلنوا رفضهم لدولة « الاخوان « وهو الامر الذي شرع للجيش المصري التدخل لانهاء حكم « المرشد «
ليلة سقوط حكم المفتي استشعر اردوغان حجم الهزيمة التي مني بها مشروعه والمازق الجديد للاخوان ولدى اتصاله بالادارة الاميركية معاتبا وغاضبا ومتهما « اياها « بانها خذلت مشروعهما « ، كان الجواب من الطرف الاخر « رجلك لم يحسن الاداء لقد فشل « والمقصود مرسي .
مثلما قلت في بداية مقالي الاول ان الاسلام السياسي لا يؤمن بالديمقراطية ، يؤمن بالسلطة فقط ، وتحديدا بالسلطة المطلقة التى تحيل من يحكم باسمها الي « ظل الله في الارض « ؟؟!!
الراي