نعرف المركز العربي للإنتاج الفني منذ كان مساحة صغيرة لا تتعدى المائة متر مربّع، وحين نمرّ أمام مقرّه الحالي عند الدوار السادس نعرف أنّنا نشاهد حصيلة قصّة نجاح أردنية، وإذا كانت فترة سنوات التسعينيات هي الأصعب في تاريخ العمل الإنتاجي الفني الأردني، لسبب مقاطعته من المحطات العربية الرئيسية لخلفيات سياسية، فعلى الجميع الإعتراف بأنّ أعمال المركز العربي الرائدة كانت السبب في تجاوز تلك المرحلة، والعودة إلى المنافسة الحقيقية.
وليس سراً أنّه ما كان للإنتاج السوري أن يتصدّر الدراما العربية لولا الدعم المالي والمعنوي المقدّم من الدولة، وكذلك الأمر في النهضة المصرية الفنية والثقافية في الستينيات، أمّا في الحالة الأردنية فقد ظلّ الواقع يعكس سياسات تضع العصي في الدواليب، والمطبات في الشوارع، وبدا الأمر وكأنّ مؤسساتنا الرسمية تبحث عن الناجحين لا لتدعمهم، ولكن لشطب مشاريعهم من الوجود.
ويحمل كلام طلال العواملة في مؤتمره الصحافي مرارة غير مسبوقة، فأعمال المركز الأردني التي تتسابق الفضائيات الكبيرة على شرائها ممنوعة من العرض على المشاهد الأردني عبر تلفزيويه الوطني، ولأسباب غير مقنعة ولا مفهومة، وقد تكون كيدية، باعتبار أنّ المركز صار صاحب التلفزيون الخاص الذي سينافس التلفزيون العام في وقت قريب، وفي حقيقة الأمر فنحن ننتظر التلفزيون الجديد بفارغ الصبر، لعلّنا ننتهي من حالة الإحتكار الطويلة المملة السمجة.
وعلينا أن نعود ونكرّر أنّ الإعلام والفنّ والثقافة مسائل ينبغي أن لا يقترب منها الموظفون، إلاّ في المساحات الضيقة، ولا بدّ أن يتولاها المبدعون والموهوبون وهم كثيرون في بلادنا ولكنّهم مستبعدون ومهمّشون لصالح هؤلاء الذين يعيقون ويقتلون الإبداع، ويبقى أنّ الخاسر من عدم العرض هو التلفزيون الأردني نفسه كالعادة، ويبدو أن من يتعوّد على الخسارة يستمرئها ويفضّلها، وهي حالة ينبغي أن تكون على رأس جدول أعمال رئيس مجلس الإدارة الجديد القديم