الملك يضع الانتخابات على رأس الاجندة
المحامي عبد اللطيف العواملة
31-07-2016 09:01 AM
يُقيم جلالة الملك عبد الله، حفظه الباري عز وجل، وفي كل فترة متطلبات مراحل التنمية ويضع لكل مرحلة اجندتها ويعمل على ايصالها وشرحها للحكومات وللناس كافة. فقد غرف جلالته من معين تجارب آل البيت الاشراف ووظف الرصيد الوطني والعربي والدولي الكبير الذي اورثه اياه ركب بني هاشم من عمق التاريح الى عهد الراحل الكبير الحسين بن طلال – طيب الله ثراه-، وجمع حوله ابناء الاردن الاوفياء في كل الارض لخدمة الوطن والمضي به في معارج العلا. وها هو يخوض بنا عباب بحر مائج مع كل ما يمر بمنطقتنا من كوراث ومن غياب شبه تام لرؤية اقليمية واضحة.
في لقاء جلالته الاخير مع مجلس الوزراء، وقبله مع الهيئة المستقلة للانتخاب، اشارات لا تخطئ العين دلالاتها. جلالة الملك حدد اولويات الحكومة في المرحلة المقبلة بالانتخابات والاقتصاد ومحاربة الافكار المتطرفة. كان جلالته واضحاً الى ابعد مدى في صياغته لهذه الاولويات وعلى رأسها الانتخابات. أن تجري هذه الانتخابات بحرية وسلاسة في خضم ما يحيط بنا من عواصف لهو قمة الثقة بالنفس لوطن ثابت يحكمه ملك عادل، بمؤسسات راسخة، وامن مستقر.
شدد جلالته على حتمية ضمان النزاهة والشفافية في الانتخابات النيابية القادمة ووضع يده على العنصر الاساسي لنجاحها الا وهو تعاون اجهزة الدولة جميعها مع بعضها البعض وبالاخص تعاونها مع الهيئة المسقلة و هذا عنوان النجاح.
الضامن للانتخابات بعد ذلك هو المواطن من ناخب ومرشح وما بينهما من تيارات سياسية ووطنية بمكوناتها المختلفة.
جلالته يريد لنا برلماناً متميزاً معبراً عن طموحاتنا كوطن، و الامر لنا و بين ايدينا. ما علينا الا اجابة النداء، فلنترقي بالمجلس و اداؤه في المرة القادمة. فلنقبل على الصناديق و لننتخب الافضل و نجعل البرلمان القادم متقدما على سابقيه. لا مجال للتباطؤ والتلكؤ او للسلبية، فالوطن ينادي والانتخاب بالمعنى الفعلي واجب اكثر منه حق.
يؤمن الاردنيون بمستقبل وطنهم، وهم لا يعملون بالتمنيات بل ان جهود الجميع جلية ولا بد ان تستمر وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة اقليمياً ودولياً. فالمطلوب التكاتف و التعاضد و عدم الالتفات الى العثرات وهي كثيرة في حياة الامم و لكن الايمان بالوطن هو البوصلة الحقيقية للوصول الى بر الامان. الاستحقاق الانتخابي محطة حاسمة لا بد لنا من نعبرها بتالق و تميز فهي ليست لحظة عابرة بل خارطة طريق طويل من البناء فيه كل الخير.
التضحيات كبيرة وخلالها اعطى الاردنيون الكثير ولكن الغد مشرق وهو قريب باذن الله. لنعمل جميعا و بقلب واحد، كل منا في موقعه حتى نحصد ما زرعناه من فلاح. نحن بخير و الاردن بخير ما دمنا مرابطين فيه و مؤمنين به وطنا وحضنا دافئاً للاجيال القادمة بقيادة الحكماء من ال هاشم، فلنثق بأنفسنا و ننطلق.
*لواء متقاعد