اليرموك .. معنى الوفاء ونهج العطاء!
أ.د. خلف الطاهات
31-07-2016 12:51 AM
قبل ايام مضت عقد رئيس جامعة اليرموك الدكتور رفعت الفاعوري مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن ابرز انجازات سنة مضت على توليه موقع رئاسة الجامعة. تأتي اهمية هذا المؤتمر من الاسلوب غير التقليدي الذي كرسه الفاعوري في نهج المساءلة والشفافية في اداء المسؤولين الحكوميين بعيدا عن الاغراق بالمثالية واستعراض البطولات الوهمية المجردة عن الواقع. وتتضاعف اهمية هذا المؤتمر من وعد اطلقه الفاعوري قبل عام من تسلمه موقع رئاسة الجامعة بأنه "سيتنحى" عن موقعه اذا لم يحقق انجازات ملموسة في ادارته لمختلف ملفات الجامعة وشؤونها.
وهكذا كان الوعد وهكذا كان الوفاء به؛ فقد قدمت ادارة جامعة اليرموك خلال هذا المؤتمر وعلى الملأ كشفا حسابيا موثقا بالتفاصيل المنجزة الناطقة بلسان الحقيقة من خلال الوقائع والارقام والتي وضعتها بكل ثقة مطلقة وشفافية عالية على مائدة الصحفيين والاعلاميين تاركة لهم كل اساليب وادوات التأكد والتحقق من كل حرف وكلمة تضمنه التقرير او منجز اشار اليه الرئيس سيما وان كثير من الزملاء الصحفيين كانو شهود على صناعة هذه الاحداث والمنجزات لا بل كثيرا ما كتبوا حروف ولادتها .
فالمؤتمر الصحفي كان بمثابة جردة حساب ومراجعة مطولة واطلالة معمقة لاداء سنة مضت كان العمل فيها كما السباحه ضد التيار لصناعة الانجاز وانتزاع بيئة رافعه حاضنه لفريق عمل من المخلصين اتفقوا على شعار "اليرموك لينا وحقها علينا".. سنة تحققت فيها المنجزات عبر مشاريع هنا وهناك في كل زاوية من زوايا الحرم الجامعي، منجزات كفيلة لاخراس ألسن منفلته وقلوب صدئة راهنت على فشل تجربة في الاصلاح والتجديد وانطلاق مؤسسة اكادسمسة وطنية نحو العالمية بثقة وثبات.
جامعة اليرموك وعدت بالانجاز واوفت بالعطاء وما تحقق خلال سنة واحدة كان ثمرة حقيقية من العمل الدؤوب المخلص والذي جعل كل كليات الجامعة ومراكزها ووحداتها الادارية والاكاديمية خلايا نحل لا تكل ولا تمل لتؤسس بذلك الجامعه لروح الادارة التشاركية في تحقيق الاهداف والغايات التي تتطلع اسرة اليرموك لتحقيقها بأسلوب نوعي وكفاءة وامتياز لتبقى مخرجاتها تنافس بقوة في سوق العمل والبحث العلمي.
ومن باب استعراض ابرز المنجزات فقد طالت إعادت فتح القبول ب 21 تخصصا اكاديميا في الطب والهندسة المدنية والتي كانت "موقوفه" بسبب مخالفتها شروط الاعتماد، وتم اصلاح العديد من التخصصات التي كانت مهددة ب "الاغلاق"، هذه التخصصات لو بقيت مغلقة كانت ستؤثر بشكل سلبي على موارد الجامعة المالية حيث ان هذه التخصصات "جاذبة" لطلبة الموازي والدولي. الاهم من ذلك انه تم اعادة النظر في 62 خطة دراسية لبرامج اكاديمية تم اقرارها بعد مقاربات ومقارنات مع برامج نظيرة على المستويين الاقليمي والعالمي بالاضافة ان هذه الخطط وتعديلاتها جاءت بعد دراسة حقيقية لسوق العمل ومتطلبات الموائمه بين مخرجات برامج البكالوريس واحتياجات سوق العمل المحلي والاقليمي. ناهيك عن غربلة المجلات العلمية المعتمدة واعادة النظر بتعلميات ترقيات جديدة "غير مسبوقة" لاعضاء الهيئة التدريسية تعطي اوزانا لجودة البحث العلمي كما ولاول مرة تعطي اوزان لخدمة المجتمع وذلك انطلاقا من رسالة الجامعة الوطنية والمحورية في تنمية المجتمعات.
الانجازات طالت ايضا دوائر ترعى علاقات الجامعة بالمؤسسات والمنظمات الدولية والتي من شأنها تعزيز مصادر الجامعة في تمويل البحث العلمي والتبادل الطلابي وتعزيز كفاءة البنية التحتية، وبرامج التبادل الطلابي والاكاديمي فاقت الـ25 برنامجا دوليا. في السياق ذاته، اعدت ادارة الجامعة الحالية خطة استراتيجية متكاملة للسنوات 2016-2020 تتضمن الاهداف الاستراتيجية في 10 محاور مصحوبة بخطة تنفيذية مع مؤشرات قياس الاداء وهذا لاول مرة توضع هكذا خطه استراتيجية في جامعة اليرموك.
ادارة جامعة اليرموك جاءت ببرنامج ورؤيا تراهن على تعزيز حضور موقع الجامعة ضمن التصنيف العالمي ولا تملك ترف الرد على المغرضين والمشككين وواضعي العصي في دواليب حركة الانتاج والتجديد. سنة مضت عملت خلالها ادارة اليرموك بصمت وبدون ثرثرة، ولم تلتفت الى اصحاب القلوب المحمومة والألسن المسمومة والتي هي بالفعل فئة قليلة غير مؤثرة رغم محاولة شغبها حيث لا يلتفت اليها اذ ان الغالبية العظمى من ابناء اليرموك وفي مختلف المستويات الادارية والاكاديمية منخرطين بالعمل وتنفيذ خطة اصلاح وتجديد الجامعة.. لا بل قامت بهدوء وروية باعادة ترتيب الاوراق المبعثرة ومسكت خيوط الاصلاح خيطا بعد خيط ومضت في محاكاة الواقع ومعالجة الملفات ورتبت الاولويات دون المبالغة بالوعد بانها ستحقق "المعجزات". نعم تحققت المنجزات بالرغم من التحديات وحملات التصيد بالماء العكر الذي لم يزد اليرموك الا ثباتا واصرارا بانها ماضية في الطريق الصحيح.
لم تجامل اليرموك وهي تمضي في تنفيذ خططها الاصلاحية اي جهة على حساب مصلحة الجامعة او مصلحة الطالب.. فكل المرجعيات المحاسبية المسؤولة في الدولة تشهد تقاريرها بانه طيلة عام مضى لم يسجل على اليرموك اي تجاوزات ادارية او قانونية.
لا غرابة ان هذه المنجزات الملموسة لم تأتي من فراغ ولم تكن حبر على ورق وهي ليست ملفات او خطط مثالية جاءت لتبقى حبيسة الادراج؛ فنبرة الثقة ومستوى المكاشفة وروح المسؤولية العالية التي تتعاطى بها ادارة الجامعة في معالجة كل ملفات الجامعة جعل اليرموك اليوم اكثر من اي وقت مضى في مرحلة "بر الامان"، ولتلبس اليرموك لباسا جديدا بهيا انيقا مزركشا بالعز والفخر لتبقى مصنعا للعقول وانتاج قيادات وطنية في مختلف الميادين.
اليرموك الجامعة تفخر بأن من يتولى ادارتها اليوم هو احد خريجيها ممن خبر شؤونها وواكب مسيرتها كما يواكب الاب نمو ابناءه، وهو ممن يمتلك من الخبرة الضليعة في ادارة الموارد المالية والبشرية لاكثر من 21 دولة عربية من موقعه السابق في احدى المنظمات الادارية في جامعة الدول العربية، قادرة بإدارتها ان تضع اليرموك انسانها ومواردها في السياق السليم بعيدا عن ثرثرة المنظرين وفلسفة الفارغين وجعجعة المتسلقين. نعم اليرموك تمضي بثقة وتنتشي فخرا ولا ترى في المستقبل الا املا متجدداولا طريق تملكه الا طريق العطاء والتميز والنجاح!