هيلاري وترامب والثقة الخفيفة!
طارق مصاروة
30-07-2016 02:04 AM
نجح الديمقراطيون وهيلاري كلينتون في اثارة الخوف من نجاح المرشح الجمهوري ترامب، على مصير ومصالح الشعب الأميركي!!. لكن الديمقراطيين وهيلاري كلينتون لم ينجحوا في اقناع الناخب الأميركي بالثقة في أول رئيسة جمهورية للولايات المتحدة. فتاريخ هذه السيدة التي كانت منذ البداية امرأة مميزة، حتى قبل زواجها من حاكم ولاية صغيرة اسمها وليام (بل) كلينتون. كمحامية وعضو ناشط في مؤسسات المجتمع المدني!!.. كانت منذ البداية معلماً سياسياً بعد مغادرتها البيت الأبيض كسيدة أولى لتصبح شيخاً عن ولاية نيويورك، وخصماً حزبياً على الرئاسة مع باراك أوباما، ثم وزيرة الخارجية في إدارته!
تقول هيلاري في يوم إعلانها رسمياً مرشحة الديمقراطيين لرئاسة الجمهورية: تصوروا ترامب في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وتصوروا نوعية قراراته في أية أزمة تواجه الرجل الذي يملك اطلاق الصواريخ النووية!
والتصوّر مخيف، وقد يكون مخيفاً أكثر من تهديدات كيم ايل نو رئيس كوريا الشمالية لأميركا والجنوب واليابان بهجوم نووي عليها جميعاً!! ولا ينفع تبرير بعض زعماء الجمهوريين لسقطات ترامب اليومية بأن ذلك مجرد فقاعات اعلامية الهدف منها لفت نظر الجمهور الاميركي الذي مل سياسات الحرب -وهي جمهورية- ومل الانفاق على حروب مستمر او متوقعة في كل مكان في العالم, ومل صياح السياسيين في مناسبات مفتعل, وسط حشود جماهيرية مفتعلة!
لم يثبت ترامب انه يمكن ان يكون رولاند ريغان ثان في البيت الابيض. فهو ما يزال مستفزاً بشكل لا يليق برئيس دولة عظمى, لكن هيلاري كلينتون لم تثبت هي الاخرى على أنها قادرة ان تكون رئيساً حكيماً وقوياً وموثوقاً!! وهي بحسب كل التوقعات ستنجح في الانتخابات الرئاسية, ولكن الخوف من ترامب لا يكفي لأن تكسب المعركة بالضربة القاضية كما يقولون في الملاكمة!
لقد نجح الديمقراطيون في حشد عدد مميز من قادة الجمهوريين بين حضور قبول الترشيح. ونجحت هيلاري في وقوف اثنين على المنصبة هما:
الرئيس أوباما الذي ما يزال يملك سحر الخطابة وما تزال شعبيته عارمة، والديمقراطي السيناتور سانرز، المرشح الخطير الذي يناكف هيلاري على ترشيح الديمقراطيين. فالاثنان أكدا للأميركيين أن هيلاري تستحق الرئاسة، وانها ستقود الولايات المتحدة، في ادارة ديمقراطية ثالثة على التوالي، إلى المستوى الذي يليق بدولة عظمى. هذا إلى جانب الرئيس الأسبق كلينتون الذي يحظى بشعبية كاسحة لأنه الرئيس الذي اعطى للاقتصاد الأميركي أفضل حالاته في دورتين، ولكن ظهوره كان محدوداً لانه تورط كالعادة في تقبيل امرأة بين حشود جماهيرية قبلة هوليوودية على الفم، الأمر الذي ركّزت عليه الصحافة.. وذكرت الناس بالفتاة اليهودية التي كادت تطيح برئاسته بعد افتضاح عبثه معها.. لولا صمود زوجته هيلاري ودفاعها عن.. نقاء الرئيس!
الراي