ابتداء وتوطئة لما سأكتب, أقول لأي "موتور" أنني أمقت النفاق ولست من أهله, ولو كنت ممن يجيدونه وبشهادة سائر رؤساء الحكومات والبرلمانات الذين عملت معهم, لكان لي شأن آخر، وعذرا على أن أتحدى إن كنت قد رجوت أو طلبت العمل مع أي منهم, فقد طلبوني هم ولم أطلبهم, وأنا اليوم أحمد الله العلي القدير كثيرا على ذلك.
وبعد: ففي خضم الواقع الذي نعيش على حافة انتخابات برلمانية وشيكة, وبين يدي واقع إقليمي مر مرعب يتهددنا كل لحظة بخطر لا نعرف مداه, كما لو كنا بانتظار المجهول , فلا بد من أن ندرك نحن الأردنيين جميعا , ومن كل لون في هذا المركب الواحد , أن "الملك" رأس العرش وصاحب التاج الهاشمي الجميل والجليل , هو رأس مالنا الأول، وسيفنا في وجه كل شر , وبوصلة طريقنا نحو الكرامة بإرادة واحد أحد لا قبله ولا بعده.
هذا واقع يدركه الصادقون المخضرمون سنا مثلي, ممن كتب الله لهم عيش الماضي والحاضر, الذين يقرون وسط لجة التنظير والتحليل والجهر بالرأي الذي لا يكلف صاحبه شيئا, لا بل يزيده شهرة زائفة ليست بشهرة أبدا أبدا, أن العرش الهاشمي المحترم ورأس سنامه الملك, هو خيمة عز لكل من قال أنا أردني, وحتى من كتب الله له العيش مقيما أو لاجئا على الأرض الأردنية الوفية ولا يحمل جنسيتها.
هذا كلام يحمل مضمونه ومعناه, يقدره الشرفاء الصادقون مع أنفسهم قبل الصدق مع غيرهم , وهو قد لا يعجب السطحيين السذج من فئة الأغبياء تحديدا , الذين يتوهمون أن الدنيا الأردنية تبدأ وتنتهي بهم , وهم يتجاهلون حقيقة أن الأردن والعرش الهاشمي الجليل صنوان لا يفترقان, إلا لا قدر الله على زوال هذا الوطن, تلك حقيقة يعيها القريب والبعيد, العدو المتربص والصديق الذي ما بيده حيلة.
أدرك أننا فقراء في المال والمور, وأدرك تماما أن لدينا من الأخطاء الاخطاء الكثير , وسأكون ظالما لو أنكرت أو تنكرت, لكنني أدرك في المقابل , ان الأردن ولد فقيرا مالا وعاش فقيرا , لكنه ظل حرا شريفا بمجد عرشه, وهمة ووفاء شعبه, حتى ولو ظلمه قومه وآخرون ظلما بينا كثيرا عبر العقود, مثلما أدرك أن عناية الله جلت قدرته , هي مع الأردن دوما لصفاء نياته مهما تفنن "الكذابون" في اتهامه، متناسين أنهم هم أحياء وأمواتا كانوا سبب بلاء الأمة وهوانها على الناس.
العرش الهاشمي ورمزه وعنوانه الملك, أمانة في أعناق كل شارب من حوض الأردن , وكل مار بأرضه ملتحف سماءه مفترش أرضه، ومن يتنكر فهو خوان بإمتياز, أو غبي بامتياز, ولا ثالث لهما قط, والملك المبجل رب الأسرة وعميدها الأوحد, تاج فوق كل الرؤوس، رضي من رضي وغضب من غضب, فلقد عشنا طويلا وما زلنا أسرة قد تغضب وقد تعتب , لكنها لا تخون ولا تغدر أو تتنكر , ولم ولن يأخذنا كلام معسول عن ديمقراطية ومدنية وما شابه من مفردات مللنا تكرارها , عن جادة الصواب التي قالت وتقول لنا كل طالع شمس , أن الخيمة الهاشمية يجب أن تعلو كل يوم أكثر كي نعلو معها أكثر , وكي ننام قريري الأعين أمناء على حاضرنا ومستقبل عيالنا وشرف وجودنا , في عالم صار الشرف عند بعضه درهماً وديناراً!
حفظ الله الاردن من كل دنس وصانه من كل شر، بريادة صاحب الجلالة الملك، وبوفاء شعب يحفظ أحفاد أسلافه الغر الميامين, للهاشميين أنهم صناع مجد كابرا عن كابر . فقد صانوا العهد ووفوا بالوعد في أحلك الازمان , وما علقوا المشانق, ولا هدروا الدماء , ولا هجروا خلق الله, ولا استباحوا الحرمات , ولا دنسوا الأعراض , ولا شائنا فعلوا كما فعل ويفعل غيرهم فيما مضى ولا اليوم كما نرى ونسمع في شتى الأرجاء , وطوبى لهم ولنا , وقطعا سيخرج الله الأردن من كل ضائقة بإذنه تعالى , فما كنا ولا كان يوما صاحب ردية, ولن يكون . الملك راية كل حر شريف.