مازلنا نقول ونصر على ان البطالة بين الاردنيين، باتت كارثة كبرى، ، وكل الحلول التي تبذل، سرعان ما تتعرض للعطب، لأن الخريجين يزداد عملهم سنويا.
لكن هناك مشكلة بنيوية في سوق العمل، ودعونا نتأمل فقط امانة عمان والبلديات التي تشغل الاف العمال العرب ولا تمنح هذه الفرص للاردنيين الذين يقبلونها، فلماذا لا يصدر قرار واضح باستبدالهم بأردنيين؟!.
الامر ذاته ينطبق على مهن اخرى، الاف الاشقاء يعملون دون تصاريح لهذه المهنة، اي مهنة تنظيف السيارات، وتدر هذه المهنة مبالغ كبيرة، ولو كانت هناك نية لمساعدة الاردنيين، لتم منع العمل في هذه المهنة، لغير الاردنيين، ولتم تنظيمها بتصريح معين، وبرسم رمزي، من اجل تشغيل الناس، وازعم ان كثرة تقبل بهذه المهنة ولا تجد عيبا فيها ابدا، بدلا من السيطرة على الاحياء والشوارع من جانب عمالة وافدة، ودفع خلوات لبعضهم البعض، والامر ذاته ينطبق على مهنة حراس العمارات، اذ يوجد الالاف منهم، يحصلون على سكن وعلى رواتب واكراميات، والغريب ان هناك من يقول ان المستأجر او صاحب الشقة، لا يفضل ان يكون الحارس من ابناء البلد، لاعتبارات معينة، ويفضل العربي، وهذا امر يتوجب اخضاعه للنقاش.
مع كل هذا هناك شركات الخدمات التي تقدم خدمات الرعاية او النظافة للمستشفيات والمؤسسات الكبرى وجميع من فيها هم من الاشقاء العرب، وبالامكان الوصول الى حل، تساعد عبر الجهات المختصة بدفع جزء من راتب الاردني من اجل رفع سقفه الاجمالي، مع الكلام عن انخفاض الرواتب عموما في هذه الشركات.
هذه مجرد نماذج لوظائف قد يكون التعامل مع قطاعاتها سببا في توفير عشرات الاف الوظائف للاردنيين، لكنها قطاعات متروكة لغيرهم تحت ذرائع مختلفة.
اذا ذهبنا الى بعض الوظائف نكتشف وجود مخالفات يرتكبها اصحاب المنشأت، فهناك اليوم وبشكل مخالف للقانون عرب من كل الجنسيات يشتغلون بتخصصات مختلفة، وبأجور اقل من الاردنيين، وهذه قطاعات لابد من اجبارها الا تتجاوز القانون.
سمعنا عن عشرات المبادرات لتشغيل الاردنيين، عبر الصناديق، ولو كانت هناك جدية حقيقية لبحثنا عن مبادرة جديدة بالتعاون بين القطاع الخاص والمصارف والضمان الاجتماعي، بحيث يتم توفير اموال لالاف المشاريع الصغيرة والمتوسطة، دون فوائد، وعبر ادارة وازنة لهكذا مشاريع، لمنح الناس فرصا اخرى، بدلا من الحال الذي نراه، جرائم وغضبا وتطرفا وشعورا بالسخط، ودمارا كبيرا على مستوى البنية الاجتماعية. ومازلنا نعيد ، اننا بحاجة لجهود خلاقة لمواجهة هذا الواقع المزري، الذي قد يتسبب لاحقا بفوضى عارمة في البلد، وهي فوضى اخطر بكثير من كل اخطار الجوار، وقادرة على ان تحرق الاخضر واليابس، فالجوع كافر، واذا انفجر لن يقف في وجهه احد.
الدستور