ما قامت بهِ وزارةُ الاوقاف قبل فترة بمنع من ينوي الترشيح من الخطابةِ والدروس الدينية فهذا شيءٌ رائع يؤكد نزاهة الوزارة من العمليةِ الانتخابية وعدم استغلال دور العبادة للترويج لاشخاص قد يتخذون من الدين عباءة تغطي عيوبهم، ولكن الوزارة تجاهلت دورها الاساسي أيضاً في العمليةِ الانتخابية، فوزارة الداخلية تقول انها تقوم بدعم لوجستي للانتخابات والهيئة المستقلة تشرف فقط ، ولكن السؤال المحير من يوجه المواطن إلى الواقع! ومن يروج للتصويت فعلا !! هناك أصوات تنادي بالمقاطعة ، فلماذا لا نرى خطيب الجمعة يتحدث عن أهمية الانتخابات وافرازها لمجلس نواب قادر على تحمل المسؤولية، دعنا يا وزير الاوقاف وانت الاعلامي المخضرم ولك الحضور عند معظم الاردنيين نعي ما أهمية خطبة الجمعة فهي تلخيص موجز لما حصل لاسبوع كامل او لحدث متوقع حدوثه، هي توعوية ونحن بحاجة إلى توعوية لمن ننتخب ...

نحن بحاجة إلى سماع أصوات المشايخ في تحريم شراء او بيع الأصوات، فالبعض من الخطباء يسمعون عن تفشي المخدرات ويتحدثون عن احكام الطهارة والجنابة ويسمعون عن بيع الاصوات ويتحدثون عن العقيقة وقبل أن يبدا موسم الاضاحي ونتحدث عن حكم الاضحية نحن بحاجة إلى أن نذّكر المرشحين والناخبين بأنها أمانة، قال تعالى : ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب / 72 . وإن كلا الطرفين المرشح والناخب مَعنيٌّ بهذه الامانة .... ونذكر اخواننا المرشحين بعدم تزكية النفس لقوله تعالى: (( فَلا تُزَكّوا أَنفُسكُمْ)) بل بوضع برنامج انتخابي متزن.

ونُذّكر الاخوة المرشحين بأن النائب يجب أن يكون قوياً ونذكرهم بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام لابي ذر الغفاري حين قال للرسول عليه الصلاة والسلام والتسليم : (يا رسول الله ألا تستعملني ، قال فضرب بيده على منكبي ، ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها .....). فليتحدث خطباءُ الجمعة عن بعض شروط الولاية (القوة والأمانة والعلم) ونتذكر قصة سيدنا سليمان عليه السلام حين طلب إحضار عرش ملكة سبأ حين قال (إني عليه قوي أمين) وهذا انجاز رائع ولكن وحين سمــع سيدنا سليمان عليه السلام من أحدهم (وقال الذي عنده علم من الكتاب انا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) فهنا تغلبَ العلم على القوة والامانة ولم يتعرض إلى الجاه والمال . نذكر الاخوة المرشحين بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام (( إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرئ ما نوى )) ولم يقل لكل إمرئ ما لوى . إن دور وزارة الأوقاف كبيرٌ وعظيم .... إذا ما فعّل في مثل هذه الظروف
فمتى سيفعل ؟! ولتكن خطبةٌ عامة موزعه من قبل الوزارة على جميع المساجد لتبيان ذلك ، تتحدث عن أهمية هذا المجلس القادم في الحفاظ على الوطن واستقرار أمنه ويكون المشروع الجديد (المسجد الجامع ) ذو أهمية بالغة ، وأذكر أيضا اخوتنا في الكنائس بدورهم فالرب واحد وليبقى الأردن في اعماقنا وصدورنا بأن له حقّاً وواجبا علينا.