تحويل الإرهاب إلى .. حرب!
طارق مصاروة
28-07-2016 01:48 AM
لن تنجح داعش في حروبها الاقليمية والدولية الارهابية، في دفع الاقليات الدينية او تجمعات اليمين المتطرف الى الصدام. ولن ينجح نتنياهو وحلفاؤه من العنصريين في خلق حرب دينية بين اليهود و»الاغيار» ولن تنجح ايران في التسويق لامبراطوريتها عبر الصراع المذهبي في المنطقة العربية بخلق حروب تخلف حرب الثماني سنوات مع العراق.
هذا العالم يمكن ان يكون ميدانا لهذا الارهاب الذي يحاول ان يشعل الحروب الدينية والمذهبية والعنصرية، لكنه لن يسمح للارهاب في التحوّل من القتل الى القتال، ومن التعصب الى الايمان واليقين، فالعالم يحكمه العقل والحكمة والتحضر.
ما هو المعنى لرفض متعصبي الشيعة في العراق وقوف اكراد العراق الى جانب جيشهم الوطني في عمليات تحرير نينوى والموصل وسنجار؟ هل لأن وحدات الباشمركة ليست عراقية؟
نحن نفهم لغة العراقيين الى اي طائفة او عنصر او مذهب انتسبوا، لكن لغة قادة الحشد الشعبي ليست عراقية قطعياً.. وهي بالتحديد لغة فارسية.
لقد سلّم قادة هذا الحشد الموصل بالذات الى داعش، مع سلاح ثلاث فرق، وستمئة مليون دولار في قاصة فرع البنك المركزي في الموصل. ومهما كانت اسباب هذه الهزيمة المصنوعة، فان هدفها الواضح هو خلق مكون مذهبي في محافظات غرب العراق، لتبرير انفصال الكيان الآخر في بقية المحافظات الجنوبية واعدادها لتكون امتدادا ايرانيا في قلب الوطن العربي.
الرئيس العبادي، وقد ابدى حكمة وصبرا في التعامل مع ما يسميه مكونات الشعب العراقي، لكن محاولته دمج الحشد الشعبي – او ما ينتقيه منه – مع القوات المسلحة العراقية.. في الاعداد لمعركة الموصل واستردادها من يد الارهاب، ستكون محكومة بخطة بريمر، ودستور بريمر، والعذاب الذي زرعه بريمر في العراق.
اذا لم يحرر الجيش العراقي، بشيعته وسنته وكرده وتركمانه وآشورييه الموصل، فان المتمذهبين المحالفين للاميركيين والايرانيين لن يحرروها. فخلق حشد مواجه لداعش، وخلق باشمرجة مواجهة للعرب، ليس الا الاستمرار في الحرب العبثية فالتصور بان شيعة العراق هم واحد، هو تصور قاصر وكذلك السنة، والاكراد، فجنون التعصب المذهبي والعِرقي لا يؤدي الى الانقسام الذاتي..
تماما كما جرى ويجري في سوريا.. فهناك خمسة وثمانون فصيلا مسلحا تقاتل تحت اسماء اسلامية وكلها سنية، ورغم جهد المخابرات التركية، وحملة الشيكات العرب فان هذا الخليط ليس واحدا في معارضته للنظام.
ان مواجهة العراقيين الجادة لمصيرهم ومصالحهم بدأ في اليوم الاول لخروج داعش من الموصل. فعليهم ان يقرروا اذا كانوا يريدون دولة تعيد الى العراق مجده القديم، او وضعه في صف: الدول الفاشلة.. تماماً كالصومال.
الراي