هاتف «هند» الذي أفشل الانقلاب!رشاد ابو داود
27-07-2016 10:57 AM
أحدثت الثورة التكنولوجية انفجاراً كونياً عظيماً.ولم يكن أحد يتصور أن يأتي يوم وبكبسة زر يتحدث ويرى شخصاً في أقصى الأرض وفي الفضاء أيضاً.بدلا من أن ينتظر شهراً ليأتي ساعي البريد الى الحارة ليتجمّع حوله من له ابن يدرس في دولة أخرى أو أخ هاجر الى بلاد الله الواسعة ويسأله: في إلي مكتوب من ابني؟ إن كان نعم تنفرج أسارير الأب ويهرول الى البيت حاملا المغلف الأبيض ذي الإطار المزركش بالمربعات الزرقاء و الحمراء وعليه طوابع كانت هواية البعض جمعها .وإن كان الجواب لا ، يسودّ وجهه ويعتريه حزن اسود . بسرعة خيالية قرّبت التكنولوجيا المسافات .فأصبح الهاتف النقال ضرورة حياتية .ولم يكن احد يتصور ان يكون له دور في إفشال انقلاب ! الصحفية التركية التي كانت محطّ أنظار العالم بأسره ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا، بعد أن نجحت في إقناع الرئيس رجب طيب أردوغان في إجراء مكالمة عبر الهاتف ساهمت في قلب الموازين لصالحه. تحدثت المذيعة عن مشاعرها الخاصة بشأن الانقلاب والظروف الصعبة التي مرت بها، قالت هند فيرات أن الهاتف الذي أجرت به الاتصال مع أردوغان كان هاتفها الشخصي، الذي ظلت تحمله طوال تلك الليلة.وعن ما أحست به وهي تتحدّث مع الرئيس التركي في اللحظة الأكثر حسماً في تركيا خلال العقود الأخيرة، قالت إن ذلك اليوم كان اعتيادياً، وإنها كانت عائدة إلى منزلها بعد انتهاء مناوبتها، عندما رنّ هاتفها وقال مصدرٌ إخباري لها «هند، شيء غريب يحدث،، غريب جداً.. الجنود ينزلون إلى الشارع»، ثم تبعه اتصال من مدير تحرير غرفة أخبار أنقرة ساق نفس المعلومات، فاتصلت مع المدير العام ودار حوارٌ مماثل بينهما، ثم تحدث معها مصدرٌ إخباري آخر قائلاً: «هند، الجنود أوقفوا 15 شرطياً في إسطنبول وجمعوا أسلحتهم، لذا اذهبي لغرفة الأخبار، الليلة غريبة.وأضافت أنها كتبت عبر تطبيق «واتساب» لطاقم غرفة الأخبار في أنقرة تخبرهم أن يذهبوا للمكتب فوراً، قبل أن تضع ابنتها لدى والدتها، وتبدأ بالتواصل مع المصادر الإخبارية وهي في طريقها. وأشارت في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الالمانية إلى أن بعض السياسيين لم يكونوا على علم بالأمر، لكن مصادر أمنية أخبرتها بأمور عدة، وعندما دخلت غرفة الأخبار كانت مشاهد الجنود على جسر البوسفور ظاهرة على الشاشة، فجلست أمام الكاميرا منقطعة الأنفاس وبدأت بالحديث مع أنقرة. وبينت أنهم كانوا منظمين، فكان مراسلوهم موجودين على الهواء في مناطق رئيسية في أنقرة، لكنه لاحقاً تم إطلاق النار على الناس وبدأت الطائرات بالقصف والمروحيات بفتح نيران رشاشاتها، واصفة ذلك بالكارثة. وأوضحت أن غرفة الأخبار قريبة جداً من المجمع الرئاسي، لذا كانوا يشعرون بالذعر كلما ألقت الطائرات بقنابلها، مشيرة إلى أنها كانت قلقة جداً، وأنها كانت تتصل خلال الاستراحة مع مصادر إخبارية، بينهم مسؤولون رئاسيون. وقالت هند إن الرئيس التركي كان في تلك اللحظة في مرمريس، وتحدثت إلى اثنين من مساعديه التنفيذيين، فقال أحدهم وهو حسان دوغان إن «الرئيس سيدلي ببيان للصحافة»، فنقلته كخبرٍ عاجل، لكن بعد مرور ساعة لم يكن هناك من بيان، مضيفةً أنهم لم يكونوا يعلمون بأن مروحيتين أطلقتا النار على الفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس. وتابعت أنها اتصلت بدوغان مرة أخرى، وقالت له إن «هناك الكثير من المزاعم عن أن الرئيس لم يدلِ ببيان» وسألته إن كانوا بخير أم لا، فأجابها بأنهم قد أدلوا ببيان عبر برنامج بيرسكوب، فقالت هند له «لكن ما من أحد على علم به، فلتدلوا ببيان آخر ل «سي إن إن» ترك. وأوضحت أنه في وقت إجراء ذلك الاتصال كان الرئيس ومن معه خارج الفندق بسبب الهجمات عليه، لذا لم يكن هناك كاميرا أو معدات بث أو سيارة تابعة للتلفزيون، لذا عرضت عليهم إجراءه عبر الهاتف، فسأل الرئيس أردوغان ثم عاد فسألها إن كان لديها برنامج سكايب أم لا، فقالت له «دعنا نجريه عبر برنامج فيس تايم» فاتصلوا بها حالاً عبره فشاهدت الرئيس على الشاشة، وصاحت بالمحررين من الأستديو - حيث تجلس - تخبرهم بأن الرئيس على الهاتف وعليهم الإسراع. هل نسرع نحن ونحسن استخدام التكنولوجيا لغير النميمة و الكلام لمجرد الكلام، والأهم هل نقدّر دور الإعلام المهني في الدفاع عن الأوطان ؟! - |
مخطيء من يظن ان الانقلاب فشل لان ارتداداته وتداعياته ستحسم مصير تركيا والسيد اردوغان
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة