يسألونك عن (الأقل حظا) ...

قل يا جبر- اسم مستعار- ولدت وعشت ثم غادرت الى المقبرة بالمواصلات : تعالوا نتذكر المدرسة ، الكتب لم تصل بعد ، ومعلم التربية المهنية يعلم الانجليزية والرياضيات والفيزياء لحين مجئ معلم طال انتظاره، غرفة الصف من دون زرفيل وتخضع لقوانين الجاذبية : (تتمدد في حر الصيف وتتقلقص ببرودة الشتاء) ..

جبر؛ شاب مفعم بالحياة وتخلى طواعية عن ادخال "السبابة" في الانف، واهتدى الى "نيو لوك"مشابه لتسريحة احد النجوم العالميين واستخدم زيت النخيل بدلا من"الكاز" بسبب ارتفاع اسعار المشتقات البترولية، ويرتدي قميصا به فتحات تحت "الابط" "والكوع "وبنطلونا من دون اندروير او يحتاج اعادة تاهيل وجرابات "ميني جيب "ويرش عطورا بـ"ربع دينار" .

في احسن احوال "جبر"يعيش تحت سقف بلا مروحة وتجاعيد الوجه ترتبط بجغرافيا المكان والزمان واما الأسنان فتحتاج الى تنظيف واعادة تدوير، ومع تقدمه الى مرحلة الشباب اصيب بانحراف في العيون والوتيرة بالانف مع زيادة في حجمه واذنين كبيرتين وسط سوء تغذية ..

زمان كان هناك أسرة وافرادها اقل حظا، الأب والام والاجداد والاحفاد وشجرة العائلة ، اقل حظا و المدرسة والشارع و"الحنفية " و"لوكس التعليق " وباص القرية وقطيع الاغنام هي اقل حظا، حتى الفرح كان ومازال اقل حظا ..

في القرية الأسر مجولقة :اعداد كبيرة من المشاة والضفادع البشرية وقوات الدروع (جرارات و"دراسات " وصهاريج مياه..) ،تصنف "مستهلاكات جند "ويجب احالتها على التقاعد حتى محتويات المنازل من فراش واغطية النوم وعدة الاكل ليست افضل حظا. المشهد كله اقل حظا

اما زميل جبر – جو – اسم مستعار، فيتعلم وفق احدث اساليب التعليم الحديثة في ارقى المدارس العالمية اضافة الى جيش جرار من معلمي الخصوصي وبنفس الوقت له صديقة على الواتساب والفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي ويمارس هواياته بصيد البوكيمون ..

سياسيون يتهمون "الاقل حظا" بانه تحالف مصالح داخل النظام السياسي لتنفيذ أجندة خاصة بها وقد تستخدم العنف من اجل تحقيق توازن اجتماعي اما في حقيقة الامر فيرتبط المشروع بدفع ثمن صراعات لاعلاقة لـ "جبر" بها .. كلنا "جبر " اقسم انكم تكذبون ..!!
الانباط