محمد القرالة - بالرغم من المعونة التي تتلقاها "اسعاف" وأبنائها الـ (7)، وبالرغم من تبرعات المحسنين من مواد تموينية وأغذية وما شابه، إلا أن هذه الطفولة في مهب الريح..! بعيدا عن أي شكل من أشكال الرعاية..!
فأطفالها مصابون بأمراض عدة كالروماتيزم والربو وامراض الغدة الدرقية (...)، أطفال يعانون مشاكل تأخر النطق وصعوبة التعلم..! طفولة محرومة من الدراسة والتعليم..!
سبعة أطفال وأمهم يعيشون في خيمة على أطراف ضاحية الرشيد، يفترشون الأرض صيف شتاء..! يستحمون بالتراب ويلعبون به..! ولولا بعض المحسنين الذين يتبرعون لهم بالطعام من وقت لآخر لما عرفوا غير طعم (الخبز والشاي) طوال حياتهم..!
معاناتهم أبعد من قضية الأكل والشرب والمسكن وأكبر حجما من أن تطوقها معونة الـ(120) دينارا التي تصرفها وزارة التنمية الاجتماعية لـ"اسعاف"؛ مع أهميته إضافة لما تتلقاه من معونات ولو كانت يسيرة...
أما الأب الذي هجرهم منذ وقت طويل؛ فيعاني من اضطراب عقلي ولا يعول عليه حمل المسؤولية أساسا، وكذلك الأم "اسعاف" تعاني ذات الاضطرابات والخلل في الذاكرة، حتى أنها في أحيان كثيرة تترك أولادها وتهيم على رأسها حتى يعيدها لهم بعض ممن يعينهم، وهم قلة..
منذ سبع سنوات يعيشون في خيمتهم هذه؛ حتى قامت مبادرة معا لأجل الخير بالتعاون مع أحد المتبرعين، بتقديم "كرفان" يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء إلى جانب خيمتهم التي ما زالوا يحتفظون بها..
هؤلاء الأطفال، المهددة طفولتهم وحتى مستقبلهم في ظل هذه البيئة التي يعيشون فيها والعوامل المحبطة والخطورات الاجتماعية المحيطة، بحاجة إلى حماية أسرية وحلول رعاية جذرية، بحاجة إلى ادخالهم إلى دور رعاية توفر لهم الحماية والتعليم بأسرع وقت ممكن..